حول تطورات الوضع الأمني والسياسي في مالي، أشار العيد بلطرش، باحث جامعي، إلى أن العالم غالبا ما يخطئ في حساباته حينما يتعامل مع الجماعات المسلحة والدليل على ذلك أن القوات الأمريكية والأوروبية لم تتمكن من إنهاء النزاع في أفغانستان حتى الآن رغم إنها أعلنت انتصارها بعد خمسة أسابيع من تواجدها على الأراضي الأفغانية، وهذا الأمر تكرر في العراق فبرغم إسقاط نظام صدام حسين منذ ثماني سنوات، إلا أن الوضع الأمني والسياسي لم يستقر هناك حتى الآن.ولفت إلى أن طبيعة مالي الجبلية والصحراوية تعطي مقاتلي المعارضة في الشمال الفرصة للمناورة ومقاتلة القوات الفرنسية بأسلوب الكر والفر، وجيش مالي ما زال في فترة نقاهة وعدده قليل لا يتعدى 15 ألف عسكري ولا يمكن أن يرتكز عليه لضمان الأمن والنظام في البلاد، وكذلك من الصعب تأمين حدود مالي في مواجهة عمليات التهريب . وأوضح في إطار حديثه على قناة فرنسا 24 عبر برنامج باريس مباشر أن الوضع الاقتصادي في مالي سيئ للغاية ويعاني النازحون من آلام لا تحصى ومن شأن الوضع الاقتصادي أن يعقد الأوضاع في مالي، والمنظمات الدولية عاجزة عن توفير المؤن والغذاء لأهالي مالي الذين عانوا من الفقر والجوع قبل انفجار الأزمة الحالية، ولفت إلى أن الرئيس الفرنسي أعلن أنه سيدعم حوارا وطنيا شاملا في مالي من أجل التوافق والخروج من الأزمة الحالية، ويجب أن يكون الحوار مع الطوارق لأنهم القوة الفاعلة في الشمال.وفي سياق متصل، ذكر خطار أبو دياب، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة باريس الجنوب، أن الوضع في مالي معقد للغاية ولا يساعد على تحقيق انتصار سريع على المتمردين في الشمال، موضحاً أن السلطات الفرنسية كانت تدرك ذلك وأنها لن تذهب في نزهة وقد تجنب الرئيس الفرنسي الإعلان عن انتصار بلاده في حربها الحالية ضد المتمردين بمالي، مؤكداً أن القوات المالية المصاحبة للقوات الفرنسية ارتكبت أعمال عنف وانتهاكات لحقوق الإنسان.ودعا إلى إعادة ضبط الحدود المالية لضمان عدم استغلالها في تهريب السلاح والمقاتلين الى داخل مالي، وقد تدخلت فرنسا في مالي لحماية كيان الدولة المالية ولن تقدم فرنسا على إعادة استعمار مالي كما يظن البعض، ودعا مالي والجزائر إلى نسيان خلافاتهما وإقامة منظومة إقليمية تحميهما من الإرهاب.