أكد الخبير في المعهد الدولي للدراسات الدبلوماسية خطار أبو دياب، أن الجزائر تخشى من وصول الجماعات الجهادية الإرهابية المتمركزة في شمال مالي، مبيناً أن فرنسا تسعي للقضاء هذه الجماعات لتشكيله خطراً للأمن القومي الأوروبي. وأضاف خطار خلال حواره لبرنامج "ما وراء الخبر" المذاع على قناة الجزيرة الفضائية: أن المساعي التي تبذلها الولاياتالمتحدةوفرنسا لدفع الجزائر لقبول الانضمام إلى قرار القيام بتدخل عسكري ضد شمال مالي باءت بالفشل حتى الآن. وأشار إلى أن الأطراف الدولية، وخاصةً واشنطن وباريس، تدعمان التدخل العسكري بقوة، لأنهما لن تغامران بخوض حرب مباشرة في شمال مالي على غرار العراق وأفغانستان، وسوف تكتفيان فقط بتقديم الدعم التمويلي والتدريبي لعناصر القوة الأفريقية المشتركة، وبالتالي لا يحمل الحل العسكري للأزمة المالية مخاطر حقيقية مباشرة عليهما، أي أن هذه الدول تفضل حلاً أفريقياً لمشكلة دولية كبيرة، وتحمل دول الجوار وحدها عبأ منع انتشار الفوضى المالية إلى بقية المنطقة. كما رأى أن حكومة باماكو تخشى من أن تأخذ بعض الكيانات الداخلية في وسط وجنوب البلاد منها زمام المبادرة في التصدي للتمرد الشمالي، وخاصةً بعد أن شكلت ست حركات للدفاع الذاتي يوم 22 يوليو جبهة موحدة تهدف إلى تحرير الشمال، وهي جبهة تضم ممثلين عن قوات تحرير مناطق شمال مالي ومليشيا غاندا-كوي وغاندا-إيزو التي استخدمت سابقاً لمقاتلة الطوارق وتحالف مجموعات منطقة تمبكتو والقوة المسلحة لمكافحة الاحتلال، معتبراً أن قوة مثل هذه الكيانات قد تؤثر فيما بعد على استقرار الوضع السياسي والأمني في البلاد. ونوه إلى أن الصراع في مالي أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني والأمني المتدهور في منطقة الساحل المضطربة، والتي هي حزام يمتد في 12 دولة من أفقر دول العالم في الجناح الجنوبي من الصحراء، وتسبب الصراع ثم الجفاف في شمال مالي إلى نزوح أكثر من 260 ألف مالي إلى الدول المجاورة، وخاصة موريتانيا التي يتواجد فيها حوالي مائة ألف نازح، وتشرد حوالي 200 ألف شخص داخل مالي، ويعاني أكثر من 5 مليون شخص من أزمة غذاء حادة.