انتهى عصر المجلات الشعبية المتخصصة بعد ماتحقق لها من رواج على مستوى الخليج بمجرد ظهور المنتديات الأدبية في الشبكة العنكبوتية ( الإنترنت) ولم يعد المعنيون بها من الشعراء يحرصون على التواصل معها أو اقتناء أي منها بعكس ما كان سائدا من قبل من حيث عملية التواصل والمتابعة لما كان لها من مغريات ولماكانت تتميز به من وهج ومتابعة حيث سهلت المنتديات "الإنترنتية" من عملية التواصل والتفاعل والنشر دون مراعاة لاي قيود مماساهم في طغيان الغث على السمين وبمعنى أصح الاشعر على الشعر وادى الى ظهور أسماء جديدة وانتشار مستعارة وسرقات أدبية كثيرة لتستمر المنتديات على هذا المنوال الى أن ظهرت القنوات الفضائية المتخصصة وبكثرة عجيبة وطرح متفاوت بين المتوسط والرديء مع الأسف دون مراعاة للطرح الراقي والمصلحة الوطنية التي تعتبر خطا أحمر ولايجب المساس بها حيث انتشرت النعرات القبلية في الفضاء وأصبح لكل قبيلة قناة تعمل على تمجيد نفسها من خلالها في مقابل الانتقاص من القبائل الأخرى وهذه هي القشة التي قصمت ظهر البعير فأدت الى انصراف الناس عن متابعتها وعدم اهتمامهم بما يقدم من خلالها أو التعويل عليه الى أن أفلس البعض والبعض الآخر في طريقه الى الإفلاس وذلك لأن المواطن الواعي المخلص لدينه والمحب لوطنه ومليكه ليس من السهل جره الى براكين الجهل والعنصرية المنبوذة من قبل قلة لايعتد بهم . ومع ظهور وسائل الاعلام الجديد مثل تويتر وفيس بوك واليوتوب وغيرها انصرف الغالبية عن متابعة القنوات الفضائية الشعبية ولم يعودوا شديدي الحرص عليها وذلك لما كان عليها من مآخذ عدة أهمها : تكريس القبلية في أذهان الناس وزيادة رقعة التشاحن والبغضاء مابين من يرتبطون بمواقف تاريخية هي محل الاعتزاز والتقدير ولاتقبل التشكيك فيها من قبل كائنا من كان.وبغض النظر عما حفل به الإعلام الجديد من سلبيات عدة أهمها : انتشار المأجورين والمحرضين على الانشقاق بكل أسف وبأسماء وهمية فهو أتاح للغالبية العظمى مواجهتهم وكشف زيفهم ودحض اداءعاتهم الباطلة وعرف الآخرين بهم وبمآربهم المكشوفة التي لن ينالهم منها سوى الفضيحة والعار وسواد الوجه والعياذ بالله وذلك لارتفاع منسوب الوعي لدى أبناء الوطن ولولائهم الصادق لبلادهم ولقيادتهم الرشيدة . وما دعاني الى للتطرق لما أسلفت عنه من ملاحظات هو مناشدة أصحاب القنوات الفضائية بشكل عام وبالذات التي يملكها سعوديون أن يحرصوا على أن تكون قنواتهم إضافة يعتد بها للاعلام السعودي المتزن ليضمنوا لها الاستمرارية والرواج وعدم مجاراة المهايطين وإغلاق المنابر في وجوههم ليكسبوا ثقة المشاهدين وليساهموا في استمرارها وتعزيز رسالتها السامية ولهم في الصحف اليومية الورقية بالتحديد وطرحها الراقي المتزن من خلال حفاظها على ثوابتها وعدم انجرافها خلف الأهواء الشخصية مع مواكبتها للاعلام الجديد مايؤكد سلامة هذا النهج.