المتابع القريب لما تقدمه بعض البرامج في القنوات الفضائية يجد أنها تبحث عن الإثارة بطريقة غير موضوعية، وذلك من خلال استقطاب عدد من الأشخاص المشهورين بسمعتهم السيئة وتقديمهم كنجوم إعلام، وتغرير الناس بما يقولونه من دون رقيب أو حسيب، حتى صارت أسهل الطرق بحثا عن الأضواء والفلاشات، هي مجموعة مقاطع سيئة على الإنترنت، ثم يتداولها البعض على جوالاتهم، ليفاجأ المشاهد بعد فترة بأن هذا النموذج السيئ ضيف على إحدى القنوات الفضائية، وبلا أدنى شك أن هذا الظهور ينعكس على الأطفال والمراهقين. طريقة جذب غبية عن ظاهرة (الضيوف السيئون) تحدث المذيع بدر الفرهود قائلا: البحث عن الإثارة باستقطاب نماذج سيئة يعتبر طريقة غبية لجذب الناس، وعادة ما تكون هذه البرامج لا تحمل قيما، والإثارة فيها تكون موجودة من دون مراعاة للمجتمع ولا لعقول النشء الذين تنعكس عليهم تصرفات هذا الشخص ، وأضاف: الإنسان العاقل والواعي لو استمع إلى ما يقدمه هؤلاء ل غسل يده منهم، فما بالك بظهورهم في الصحف أو القنوات الفضائية ، واختتم الفرهود حديثه مطالبا مسؤولي القنوات الخاصة بالاهتمام بالمضمون وفرض رقابة على ما يقدمونه. معدو القنوات هم المسؤولون وفي السياق نفسه تحدث غنام المريخي المذيع في قناة الإخبارية قائلا: وضعتم يدكم على الجرح، ويا ليت المسألة اقتصرت على القنوات التجارية، بل وصل الأمر إلى القنوات الهادفة ، وأضاف: هنالك قنوات محترمة تستقطب على سبيل المثال ضيوفا على أنهم أطباء، وللأسف أن شهاداتهم مزيفة، ويظهرون على الناس ليوزعوا دجلهم وأكاذيبهم، وهم يحملون ألقابا قد تكون بعضها مشتراة . وطالب المريخي معدي القنوات الفضائية بالتقصي حول مؤهلات وحقيقة الضيف، وبطريقة مؤدبة يستطيعون الحصول على سيرة ذاتية للضيف من خلالها يبنون تصورا عنه؛ لأن ظهوره وكلامه وتسويقه لنفسه قد يوقع البسطاء في أمور وإشكالات ليس لها حل؛ لأن الشخص بمجرد ظهوره في التلفزيون هناك من يعتبره (مصدّقا) في كل جملة يقولها. أسلوب مخجل من جهته عبَّر المذيع فهد المساعد عن رأيه في الخط الذي انتهجته بعض الفضائيات من خلال نوعية الضيوف قائلا: الضيف عندما يكون سيئا ومفلسا، فإنه يسيء إلى القناة، ولعل ما شاهدته في عدد من القنوات الخاصة شيء يندى له الجبين ومخجل، عندما تفرغ هذه القنوات من مضمونها وتتفرغ لتقديم أناس رصيدهم مقاطع سب وشتم ، وأضاف: أعرف أطفالا يملكون في جوالاتهم مقاطع لأمثال هؤلاء، والسبب التعاطي الإعلامي معهم، هذا من جهة ومن جهة أخرى هذه الوسائل تشجع ضيوفها البذيئين على مواصلة الطرح نفسه . واستبعد المساعد أن يأتي يوم من الأيام يستضيف فيه شخصية نكرة سيئة السمعة، ليتصنع من وراء تقديمها (الأكشن) في برنامجه.