أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي والانترنت بشكل عام، بمثابة موضة يتسابق عليها الشباب والفتيات هذه الأيام، فلن يبذل أغلبهم أي جهد أو عناء في التعارف أو الصداقة في أي وقت فقد أصبح كل شيء متاحاً أمامهم، وكل ما يتعين على الشاب القيام به هو الضغط على زر الكمبيوتر والتسجيل في أحد المواقع الاجتماعية ليكون على صلة بأكبر عدد ممكن من الأشخاص في وقت واحد ومن مختلف أنحاء العالم. وأكد بعض الخبراء على أن أغلب وسائل التواصل الحديثة التي أتاحتها التقنيات الجديدة المتاحة والمتوافرة بشكل موسع، لم تسهم في تحقيق التقارب المنشود بين البشر والتوفيق بينهم، بل أسهمت في زيادة الهوة وبث روح التباعد والانعزالية، ووفقاً للتجربة فإن مرتاد المواقع الاجتماعية يدخل في علاقات وهمية وغير حقيقية مع أصدقاء افتراضيين، كل ما يربطهم به مجرد دقائق يقضيها معهم في الدردشة بين الحين والآخر، وهي علاقة صداقة تفتقر إلى الحميمية التي يكفلها الاتصال المباشر بالأصدقاء والتحدث إليهم عن قُرب، ومشاركتهم الفعلية في أحزانهم تارة وأتراحهم تارة أخرى. وعلى الرغم من ذلك، أكدت نتائج دراسة حديثة أجريت في جامعة برلين الألمانية حول مدى تأثير المشاركة على صفحات التواصل بنشر التعليقات، أن هذه العملية تقضي على الشعور بالوحدة والملل وتحد من الشعور بالاكتئاب الناتج عن العزلة، وشملت الدراسة 100 طالب جامعي من الولاياتالمتحدة عرضوا مشاركاتهم على صفحات أصدقائهم على فيسبوك خلال أسبوع كامل، ووزعت استقصاءات رأي على العينة محل البحث، حيث طلب فيه منهم التعبير عن حالتهم النفسية ومدى رضاهم عن أنفسهم بعد المشاركة بآرائهم وتعليقاتهم على موقع التواصل الاجتماعي الشهير، وزيادة مشاركاتهم أكثر عن ذي قبل. وأشار أغلب علماء الاجتماع إلى أن الشعور بالخواء النفسي والوحدة من أبرز أسباب إدمان الإنترنت والدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وأيضاً الهروب من الواقع بضرب من الخيال والانخراط في علاقات تفتقد الواقعية أحيانا مع الآخرين، وتجنب مواجهة الآخر وجهاً لوجه سواء أكان في الأسرة أو بين الأصدقاء، فضلاً عن المعاناة من بعض الاضطرابات النفسية الممثلة في الاكتئاب، القلق، اضطرابات النوم، التلعثم، الرهاب الاجتماعي، وافتقاد الحب والبحث عنه من خلال الإنترنت. وأخيراً ينصح الأطباء النفسيون بضرورة الابتعاد عن إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع ظهور العديد من الأعراض النفسية والاجتماعية لمدمني الإنترنت تشمل الألم الشديد، العصبية والتوتر عند مفارقة الحاسوب، اضطراب المزاج، الضيق والتأفف من أبسط الأشياء، والخلافات الدائمة مع العائلة والأصدقاء، وانخفاض المستوى التعليمي، وعدم السيطرة على الوقت وتحديداً أثناء الإبحار على الشبكة العنكبوتية. أما الأعراض الجسدية فتتمثل في التعب والخمول والأرق والحرمان من النوم، فضلاً عن آلام الظهر والرقبة، التهاب العينين، وأيضاً التعرض لمخاطر الإشعاعات الخطيرة الصادرة عن شاشات أجهزة الاتصال الحديثة، نظراً لتأثير المجالات المغناطيسية الصادرة عن الدوائر الالكترونية والكهربية على جسم الإنسان. والجدير بالذكر أن هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بالسعودية نشرت بعض الأرقام والإحصائيات المتخصصة في مجال الإنترنت، حيث أكدت على أن نسبة انتشار استخدام شبكة المعلومات الدولية زادت بشكل ملحوظ خلال السنوات الماضية، حيث ارتفعت من 5% عام 2001 إلى نحو 47.5% في نهاية 2011، ويقدر عدد مستخدمي الإنترنت في المملكة حالياً بأكثر من 13 مليون مستخدم، وتبين كذلك من خلال النتائج أن عدد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بالمملكة يصل إلى 5,148,240 مستخدم في مارس عام 2012.