بدأت المملكة الدخول في أزمة شواغر أسرة للمرضى السعوديين والمقيمين وخاصة في المدن الرئيسية وعلى رأسها العاصمة الرياض ومدينة جدة، وقد ساهم في تلك الأزمة الهجرة الكبيرة من المحافظات المحيطة بتلك المدن من أجل البحث عن مصادر لكسب العيش وعلى قائمتها الوظائف إلى جانب ازدياد معدلات النمو في عدد السكان. حيث أكد "عبد العزيز الخشيبان" أن أزمة الأسرّة التي تشهدها الخدمات الصحية في الوقت الراهن ستشكل عبئاً على الخدمات الصحية القائمة مما يؤدي إلى كثرة الأخطاء الطبية وتدني مستوى الجودة النوعية والشاملة للخدمات، إضافة إلى تهديد حياة المرضى جراء عدم تمكنهم من الحصول على الرعاية الطبية في وقتها مع ازدياد قوائم الانتظار وتباعد المواعيد. واعتبر "Mostafa Amin" أن الضغط على الخدمات الصحية سيوجه القيادات الصحية نحو الإدارة بما يسمى العناية المركزة أو إدارة الطوارئ طوال السنة مما سيشكل ضغطا نفسيا وجسديا على أعضاء الفريق الطبي، وبالتالي ازدياد حالات التملص من المسؤولية والأخطاء الطبية وضعف التركيز على تشخيص وعلاج الأشخاص ليتحولوا إلى بروتوكولات العلاجات المؤقتة والمهدئة لتخفيف الأعراض وآلام المرضى. كما رأى "مانع النبهان" أن الضغط المستمر على الخدمات الصحية لن يمكن وزارة الصحة من الاهتمام ببرامج التعليم الطبي المستمر وتمكين أعضاء الفريق المعالج من أخذ جرعات تعليمية لأن ذلك سيكون على حساب العمل ويصبح تقديم الخدمة اليومية بكثافة وضغط واستمرارية الأولوية حتى على حساب أوقات الإجازات. وشدد "حميد عايد" على أن القاعدة العالمية الرئيسية لمقارنة عدد سكان أي منطقة بالحاجة للأسرة ترتكز على مبادلة 2.5 لكل ألف نسمة مما يعني ذلك أن مدينة كمدينة الرياض تحتاج إلى أكثر من عشرة آلاف سرير حتى تفي بمتطلبات الخمسة ملايين نسمة، وناشد "khalid" المسؤولين بوزارة الصحة بزيادة عدد أسرة مستشفى الصحة النفسية في جدة لأن عدد أسرة المستشفى لا يكفي حاجة المرضى، وأوضح "أبو عبد المجيد العميم" أن أول خطوة لحل المشكلة هو الاعتراف بها وتقدير حجمها ووضع الخطط لاستدراك تراكمات وأخطاء الماضي. وبين ""Amr M Darwish أن الضغط على الأسرة ليس محصوراً على المستشفيات العامة بل هناك حاجة ملحة للمستشفيات المتخصصة، فعلى سبيل المثال لا يوجد مستشفى للأطفال في مدينة الرياض بعد إقفال مستشفى الأطفال في السليمانية، في وقت لم يكن هناك توسع يفي بالحاجة لأسرة الأطفال أو بدائل عاجلة. وشدد "ammaramm" على أن هناك نقصاً في السرر بالمستشفيات على مستوى الوطن وخصوصاً سرر العناية المركزة والطوارئ وغسيل الكلى وغير ذلك، ويعتقد "alabri bader" أن على المملكة اتخاذ قرارات عاجلة وحلول آنية لحل وامتصاص مشكلة أزمة الأسرة من خلال تعزيز الدورين الوقائي والعلاجي لمراكز الرعاية الصحية الأولى ودعمها مادياً وبشرياً، ورفع مستوى المشاركة مع القطاع الخاص إلى مستويات متقدمة للمساهمة في توفير أعداد كافية من الأسرة.