لا يعد التغير المناخي وحده عدواً للدببة القطبية فالتجارة أيضاً ضمن أهم أسباب تعرضهم للانقراض، وقد انقسم نشطاء حماية الحياة البرية بشأن مسعى جديد يفضي إلى حظر التجارة العالمية لأطراف الدببة القطبية، فقال بعض النشطاء إن سوق السجاد وأدوات التزيين المصنوعة من جلود هذه الدببة جعلتها عرضة للفناء، بينما رأى آخرون أن الخطر الأبرز الذي يواجه هذه الأنواع من الحيوانات، هو تغير المناخ وتلاشي الجليد القطبي. وسيشهد مارس 2013 اتخاذ قرارات حاسمة في هذه القضية خلال اجتماع أممي للحفاظ على الحياة البرية يعقد في تايلاند، حيث تشير الجمعية الإنسانية الدولية ببريطانيا إلى أن الدب القطبي يواجه وضعاً حرجاً نتيجة تغير درجة حرارة الأرض، غير أن الصيد الجائر في السنوات الأخيرة دفع هذه الأنواع النادرة من الحيوانات إلى حافة الانقراض، وتعزو الجمعية توسع تجارة هذه الدببة إلى زيادة أسعارها في الأسواق الدولية بشكلٍ سريع، وأشارت إلى أنه خلال السنوات الخمس الماضية بلغ عدد جلود الدببة القطبية المطروحة للبيع بالمزاد زيادة قدرت بنحو 375 %. ويقتل الصيادون سنوياً نحو 600 دب بطريقة قانونية في كندا، وخلال العقد الماضي حتى عام 2010 جرى تداول ما يزيد عن 30 ألف قطعة من الدببة قُدمت في شكل جوائز أو سجاجيد أو أدوات تزيين، وتدعم جماعات أخرى خطوات منظمات حماية الحياة البرية، ومن بينها الاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة ومنظمات "ترافيك انترناشيونال" للحفاظ على البيئة. كما اقترح المعارضون لتجارة الدببة حظر بيعها دولياً، وهو ما سوف يطرح للنقاش خلال الاجتماع القادم للاتفاقية الدولية للتجارة بالأنواع المهددة بالانقراض بتايلاند مارس المقبل، حيث تحظى هذه الخطوة بدعم الحكومتين الأميركية والروسية، ويذكر أن آخر مسعى لتغيير اللوائح كان في عام 2010، وهو ما جوبه بالرفض بعد تصويت بريطانيا والاتحاد الأوروبي ضد الإجراء. وكانت الولاياتالمتحدةالأمريكية قد أدرجت الدب القطبي ضمن لائحة الحيوانات المهددة بالانقراض منذ أكثر من 6 سنوات بسبب الاحتباس الحراري، الذي أدى إلى ذوبان الجليد في القطب الشمالي موئل الدب القطبي، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تقر فيها الولاياتالمتحدة بالعلاقة المباشرة بين الخطر الذي يتهدد حياة أحد الحيوانات وظاهرة التغير المناخي.