أصدرت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بياناً على لسان رئيس الهيئة الأستاذ محمد عبدالله الشريف متضمنا بأن الفساد جريمة يعاقب عليها في كل التشريعات والنظم واصبح اليوم ظاهرة اجرامية متعددة الاشكال ولها آثارها السلبية على القيم والمبادئ والأخلاق .. الخ وهنا نشكر معالي الاستاذ محمد عبدالله الشريف رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد على هذا البيان التوضحي الذي اطلقته الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عبر وسائل الاعلام المختلفة، ونقول لمعاليه لم تأت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بجديد، فمثل هذه البيانات التوضيحية عن الفساد معروفة لدى الجميع "وزير، نائب وزير ، وكيل وزارة مدير عام ، موظف صغير" فجميع هذه الشرائح تدرك تماما بأن الفساد جريمة يعاقب عليها شرعا وقانونا حتى افراد المجتمع العاديين يدركون هذه الحقيقية فما هو الجديد في هذا البيان؟ ولكن السؤال الذي يطرح نفسه، ماذا قدمت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد منذ انشائها وحتى الآن تجاه الفساد الاداري المتفشي في اغلب القطاعات الحكومية، وهل استطاعت الهيئة ان تعالج مشكلة الفساد الاداري في القطاعات الحكومية، وهل اسهمت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في وضع انظمة ولوائح تعالج مشكلة الفساد الاداري، وهل أبدت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد رأيها حول بعض اللوائح والانظمة القديمة الموجودة في بعض القطاعات الحكومية، وهل فعلا القطاعات الحكومية المختلفة تهاب من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد وتضرب لها حساب، وهل قدمت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تقريرا لولي الأمر عن الفساد الاداري المتفشي في اغلب القطاعات الحكومية، وهل اسهمت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في وضع استراتجية لها تعالج مشكلة الفساد الاداري، وهل فعلا قام مندوبو الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في ضبط حالات فساد اداري وماذا تم في هذه الحالات، وهل قامت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد في علاج حالات فساد إداري وجيرت هذه المعالجة لخدمة الوطن والمواطن؟، معالي رئيس الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد إننا نقرأ عبر وسائل الاعلام بين فترة وأخرى بيانات الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد والتي توضح الفساد في المشروعات الحكومية وكان دور الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد اعلاميا فقط تبرز بعض السلبيات في المشروعات الحكومية اي انها هيئة تتصيد الاخطاء فقط وتركت الهيئة الدور الرئيسي في معالجة الفساد الاداري الذي يتعرض له المواطن عند مراجعته للقطاعات الحكومية ويجد فيها الويلات حتى تنجز معاملته، وعلى سبيل المثال لم نسمع رأيا للهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عن الرسوم التي فرضتها وزارة العمل للعمالة الوافدة، ولم نسمع ان الهيئة قامت يوما بمعالجة مشكلة مواطن، ولم نسمع يوما ان الهيئة قامت برفع بعض الملاحظات عن بعض الانظمة التي تحتاج الى تعديل، ولم نسمع يوما ان الهيئة دخلت قطاعا حكوميا وتجولت فيه لمعرفة رأي المراجعين عن هذا القطاع، ولم نسمع يوما أن قامت الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد بمنح قطاعات حكومية على دورة في تبسيط الاجراءات، ولم نسمع يوما ان الهيئة قامت بمكافأة موظفا مخلصا يخدم الوطن والمواطن، ولم نسمع يوما بأن الهيئة قامت بفتح أبوابها لاستقبال المشاكل التي يتعرض لها المواطن من بعض القطاعات الحكومية، ولم نسمع يوما ان الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد عقدت اجتماعا مع مديري القطاعات الحكومية لمناقشتهم حول الفساد الاداري. كنا نتمنى من هيئة مكافحة الفساد ان توجد موظفا في بعض القطاعات الحكومية الخدمية يستقبل المشاكل التي يتعرض لها الموطن، كنا نتمنى من هيئة مكافحة الفساد ان توجد صناديق للشكاوى والاقتراحات في اغلب القطاعات الحكومية خاصة القطاعات الحكومية الخدمية تتلقى هذه الصناديق الشكاوى والملاحظات ، كنت نتمنى من هيئة مكافحة الفساد ان تحصل على صلاحيات اوسع لها كي تخدم المواطن، كنا نتمنى من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ان يفتح باب التطوع لها، كنا نتمنى من الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد ان يفتح لها فروعا في مناطق المملكة، أخيراً هل يأتي يوم ونرى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد قد عالجت جميع انواع الفساد في بلادنا الغالية وان المواطن لا يشتكي من اي تعقيدات ادارية أم تظل خدمات الهيئة اعلامية فقط؟. خاتمة الوسيلة الوحيدة للنجاح هي الاستمرار بقوة حتى النهاية. خالد سعيد باحكم المدينةالمنورة ص.ب2263 [email protected]