هناك العديد من الأمهات التي تواجَه بغضبٍ عارمٍ من طفلها مع قدوم مولود جديد، ولكن هناك العديد من الأساليب التي يمكن اتباعها لتشجيعه على استقبال أخيه بدون أي غيرة أو غضب، حيث تشير الدراسات إلى أنه من الضروري ألا تقوم الأم بترك الطفل حديث الولادة وشقيقه الأكبر سناً في غرفة وحدهما إلا إذا كان هذا الشقيق يبلغ من العمر 12 عاماً. في البداية يمكن أن تتحدث الأم مع الطفل الأكبر سناً عن المولود الجديد قبل موعد الولادة بوقتٍ كاف، وأن تجعله يشاهد المراحل المختلفة لنمو الطفل في بطنها، مع إمكانية طلب المساعدة من الطفل لتجهيز أغراض المولود الجديد، وتجهيز غرفته، كما يجب إخباره بما سيحدث يوم الولادة، ويتوجب على الأم أيضاً أن تقوم بالتفكير جيداً فيمن سيعتني بالطفل الأكبر سناً أثناء وجودها في المستشفى، ومن هنا يعد إخبار الطفل شيئاً ضرورياً حتى لا يفاجأ بأي جديد، وينصح أيضاً بأن تطلب الأم من الزوج بأن يُحضر الطفل للمستشفى لزيارة شقيقه حديث الولادة، ويمكن للأم في تلك الزيارة أن تعطي المولود الجديد لوالده ليحمله، لتتفرغ هي بعد ذلك لاحتضان الطفل الأكبر سناً، وقضاء بعض الوقت معه، حتى لا يشعر بغيرة يمكن أن تؤثر على شعوره تجاه أخيه المولود، أما بعد العودة للمنزل فيمكنها أن تصطحب الطفل الأكبر سناً لمطعم مميز للاحتفال بقدوم المولود الجديد حتى يشعر الطفل بحبه لأخيه وأنه مع قدومه قد أصبح أكثر سعادة. ويمكن للأم أيضاً أن تقنع ابنها الأكبر بضرورة رسم رسومات كثيرة وتلوينها وتقوم بتعليق هذه الرسومات في غرفة المولود الجديد، وأن تطلب منه الاعتناء بشقيقه الصغير، وبغض النظر عن عمر الطفل الأكبر سناً، فيجب أن تكون الأم حريصة على حصوله على كمية كافية من الحب والاهتمام، على أن يقوم الوالدان كذلك بالتقاط صور مشتركة للأطفال، فإذا كانت الأم ستلتقط صوراً أو تسجل فيديو للمولود الجديد، فلابد وأن تحرص أن يكون الطفل الأكبر سناً حاضراً فيها، كما ينصح بأن تقوم الأم بمدح الطفل الأكبر سناً عندما يتصرف بحب وحنان تجاه شقيقه الصغير وألا تقوم بمعاقبته بقسوة إذا صدر منه أي شيء مزعج تجاه شقيقه. وعلاوةً على ما سبق يجب على الأم محاولة إخفاء الضغوطات التي قد يشعر بها الطفل عند وصول شقيقه الصغير للمنزل، فمثلاً إذا كان الطفل الأكبر سناً سيترك غرفته للمولود الجديد - مثلا - فيجب أن يتم هذا الأمر قبل موعد الولادة بوقتٍ كافٍ، حتى يتعود الطفل على التجهيزات الجديدة قبل قدوم المولود للمنزل، مع ضرورة تفهم المرحلة العمرية للطفل الأكبر، حيث تؤثر المرحلة العمرية على كيفية استقباله لشقيقه الصغير، فمثلاً الطفل تحت عمر العامين لن يفهم معنى أن يكون له شقيق جديد، ولذلك يجب أن تتحدث معه الأم عن الضيف الجديد في العائلة، وبالنسبة للطفل ما بين العامين والأربعة أعوام فإنه سيشعر بعدم الراحة لوجود طفل آخر يشاركه اهتمامك، ولذلك يجب أن تشرح الأم له أن المولود الجديد يحتاج لكثير من العناية، وفي تلك الحالة يمكن للأم أن تجعل الطفل الأكبر سناً يتسوق معها لشراء مستلزمات المولود الجديد، كما يمكنها أيضاً أن تجلس مع الطفل لتشاهد معه صوره وهو صغير، وتحكي له قصة ولادته.