خجل الفتاة أمرٌ غير مقلقٍ بالمرة, ولكنه قد يتحوَّل إلى مشكلةٍ حقيقيةٍ إذا تفاقم الأمر إلى خوف من التواصل مع الآخرين, والشعور بعدم الارتياح عند الحديث مع أي شخصٍ, حيث يسميه الأطباء بالرهاب الاجتماعي الظرفي, وهو نوعٌ من القلق النفسي الحاد في بعض المواقف الاجتماعية. ومن الممكن أن تتعرَّض الفتاة في أي موقف اجتماعي نتيجة للخجل إلى الرعشة وتسارع ضربات القلب, بالإضافة إلى التلعثم في الكلام, وربما التعرُّق, وكل ذلك ظواهر فسيولوجية طبيعية تشتد في المواقف الاجتماعية التي تتطلب المواجهة، لكن أحيانًا يشعر بها الإنسان بصورةٍ مبالغةٍ وشديدةٍ. ولا يعتبر الخجل مرضًا نفسيًّا, ولكن قد يجد البعض صعوبة في تخطي خجله على النحو الذي يشكِّل عائقًا حقيقيًّا أمام نجاحه, فضلاً عن طابعه المرضي في بعض الأحيان حيث يعاني الخجول من ضيقٍ دائمٍ وضعفٍ في الثقة، فينعزل أو يلجأ أحيانًا إلى تصرفات عدوانيّة، ويتحدث بنبرة مرتفعة كمحاولة لإخفاء خجل عميق. وهناك العديد من الأساليب التي تساعدك على التخلُّص من هذه الآفة, أو على الأقل التقليل منها، حتى يمكنك التخلص من الإحراج والاستمتاع بالحياة, واكتساب مهارات اجتماعية جديدة, ومن ضمن هذه الطرق أن تبدئي بتحسين قدراتك الاجتماعية مع الأشخاص المعروفين بالنسبة لك، وليكن - على سبيل المثال - أفراد الأسرة والأصدقاء المقرَّبين عبر إتقان فن التواصل بالعين، واستخدام لغة الجسد بشكل يؤكد ثقتك بنفسك، وكيف ومتى تسألين محدثك سؤالاً، وكيف توجهين دعوة لأحدهم... وغيرها من المهارات الاجتماعية الهامة. امنحي نفسك الفرصة لتجاوز الخجل, أو بمعنى أدق ضعي نفسك في محيطٍ يجبرك على التواصل اجتماعيًّا مع الآخرين، مثل الاشتراك بجماعات الأنشطة الطلابية المختلفة في المدرسة أو الجامعة، ومحاولة التعرُّف على زملائك المشتركين معك في نفس الهواية أو الاهتمام، ولو ببطء واحدًا تلو الآخر، كما أن الالتحاق بحلقات تلاوة القرآن فيها أيضًا فائدة عظيمة جدًّا للإنسان, ويقضي بها على مثل هذا الخجل الاجتماعي، وأهم شيء توقُّع النجاح في التواصل مع الآخرين, فلا تدعي نقد الذات, أو الخوف من الفشل اجتماعيًّا, فيجب تجاهل تلك المشاعر السلبية والتغلُّب عليها. وينصح العديد من أخصائيي الطب النفسي أيضًا بضرورة التعوُّد على مواجهة المواقف الاجتماعية من خلال ما يُعرف بالمواجهة في الخيال، ثم الانتقال بعد ذلك للتطبيق، وذلك من الممكن أن تتخيلي أنه طلب منك أن تصلي بزميلاتك في جماعةٍ، أو أن تعرض موضوع أمام حشد من الناس، وبالتالي لا بُدَّ من معايشة الخيال كأنه واقع محسوس للتغلُّب على حالة الرهاب والخوف الاجتماعي.