الروائي والقاص والناقد والشاعر عواض العصيمي الذي ومنذ تفرغة لمشاريعه الادبية لم يعد الشعر الشعبي محور اهتمامه الأول من حيث النشر أو التوثيق مع أنه يختزل شاعرية عذبة وإبداع متناهٍ قل أن تجده في مبدع مثله، لم يهجر الشعر على الاطلاق رغم عدم اهتمامه به خاصة فيما بينه وبين نفسه ومع المقربين منه.اقرأوا (عواض) من خلال قصيدته (بعد غياب) لتستمتعوا بالشعر وعذوبته.. يقول: جس نبض الباب قبل الطرقتين.. وجس لوحه=قال يا كثر اليدين اللي تقول الدار خالي ما صحا فالباب.. بعد الطرقتين الا الملوحه=والغبار اللي على الدرفه حثا وجه الليالي صاح ياهل الدار.. واشعل فالفراغ الشرس بوحه=وانمحى في دمعتين وحس شي من التعالي في يدينه كان مفتاح الغياب يشد روحه=للغبار وخندق الجدران حول الباب عالي قال غاب الدار مدري غاب عني في وضوحه=هو انا اللي جيت صوب الدار والا الدار جالي والغبار اللي على المدخل تقضب في جروحه=ما لفيت الا على ريح تذره في سؤالي اسمع ايام تردد من وراء الباب السموحه=ما نعرفك.. من تكون.. وليش ثاير وانفعالي كم ذبل فالروح نجم وضاقت النفس الطموحه=والحياة اللي طوتك هناك صلفه ما تبالي وانمحت فيك الدروب وصارت الخطوة شحوحه=وجيت لا حادي ولا خيال مظهرك ارتجالي هز راسه في برود وصمت واوغل في نزوحه=قال يلقى الدار بعد الطرقتين احدٍ بدالي كان وجه الباب راكد ما عليه الا الملوحه=والغبار اللي على الدرفه يقول الدار خالي