كشفت دراسة بحثية جديدة أعدها استشاري بمستشفى الأطفال والولادة بجدة عن ارتفاع الأخطاء الدوائية في مستشفيات وزارة الصحة بمحافظة جدة إلى نسبة 60%، وأرجعت الدراسة ذلك إلى عدة أسباب منها وصف الدواء الخاطئ بواسطة الطبيب أو الصرف الخاطئ بواسطة الصيدلي أو الإعطاء الخاطئ بواسطة الممرض، إضافة إلى الخطأ في جرعة الدواء أو طريقة الإعطاء. وقد عبر الشباب السعودي من خلال صفحات موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" عن قلقه البالغ من ارتفاع نسبة الخطأ سواء من جانب الطبيب أو الصيدلي مطالبين بدراسة الأسباب وكشف الحقائق كاملة والعمل بجدية على تقليل نسبة الخطأ إلى الحد المقبول. بداية حمّل "Waleed Adoul" أنظمة التعليم المسئولية عن تلك الأخطاء مؤكداً أن دراسة الطب في المنطقة العربية تعتمد على الجانب النظري فقط وقال: جميع الدول التي تربط الأعمال - خاصة الميدانية - بالشهادات الدراسية لا توجد عندها مثل هذه الأخطاء، وأضاف: التعليم في الدول المتقدمة يبدأ بالتربية في البيت ثم ينتقل للمدرسة حتى سن النضوج للطالب ومن ثم إلى الطالب ليحدد هو ما يريده في مستقبله وهو ما ينعكس عملياً. وشدّد "Hasan Alsaegh " على أن النسبة التي ذكرتها الدراسة تؤكد على خطورة الظاهرة مطالباً باتخاذ كل ما يلزم للحد من تلك الكارثة. بينما يرى وهبة الديبة المشكلة في الثقافة الاجتماعية التي تسمح بتداول الأدوية بمجرد أخذ نصيحة من أخ أو صديق دون استشارة الطبيب، إضافة إلى الذهاب للصيدلي واستشارته في أمر قد لا يكون على دراية به وقال: نصيحة طبية وأخوية لكي تحافظ على صحتك ما تبلع ولا حبة دواء مهما كان الأمر إلا بواسطة الطبيب. وأكد أنس محجوب أن علاج المشكلة يحتاج إلى أكثر من دراسة من أجل الوقوف الدقيق على كافة الأسباب وتحديد نسبة كل منها، مؤكداًَ أن النسب الإجمالية عادة ما تكون مبهمة ولا تعبر عن الحقيقة. ومن جانبه أوضح "Mohamed Youns" أن أحد أسباب الظاهرة هو عدم التواصل بين الطبيب والصيدلي مشيراً إلى أن بعض الأطباء لا يهتمون بأن يكون اسم الدواء مكتوباً بشكل صحيح؛ الأمر الذي يؤدي للخطأ وصرف العلاج الخاطئ، داعياً جميع المواطنين لمراجعة الطبيب قبل البدء في تناول العلاج للتأكد من صحة الدواء وطريقة التناول.