أكدت الاستشارية في مدينة الملك فهد الطبية الدكتورة ضحى بابللي، أن الأخطاء الدوائية أكثر الأخطاء الطبية شيوعاً، مشيرة إلى عدم وجود إحصاءات أكيدة عن الأخطاء الطبية في البلاد العربية. وقالت بابللي في ورقة عمل بعنوان: «الخطأ الطبي حقيقته، سببه، الآثار المترتبة عليه، تطبيقات معاصرة لمعالجته» التي ستقدمها خلال مؤتمر «قضايا طبية معاصرة»: «تعتبر الأخطاء الدوائية أكثر الأخطاء الطبية شيوعاً لكثرة استعمال الأدوية سواء داخل المستشفيات أو خارجها، بوصفة طبية، أو من دونها، كما تعتبر أكثرها دراسة وتمحيصاً من الأطباء والعاملين في المجال الصحي»، مؤكدة أن التأكد من الاستخدام المناسب للدواء عملية صعبة ومعقدة، ولا بد أن يشتمل على منظمات صحية عدة، ومهنيين من مختلف التخصصات، وعلى معرفة بالأدوية المطلوبة، وبحالة المريض وملابسات مرضه، وبالقدرة على اتخاذ قرارات متتابعة في وقت قياسي». وذكرت أن الخطأ في هذه المنظومة يدخل من أي ثغرة، بدءاً من وصف الدواء من الطبيب المعالج، مروراً بإعطاء الدواء من الممرضة المسؤولة، ختاماً بإيقاف الدواء سهواً، مع استمرار الحاجة إليه. وتطرقت إلى عدم وجود إحصاءات أكيدة عن معدلات الأخطاء الطبية، أو نسبة الضرر الحاصل بسببها في السعودية، أو في الشرق الأوسط، وكل ما هناك أخبار تتناقلها الصحف ووسائل الإعلام الأخرى عن أخطاء حصلت في بعض المستشفيات وما نتج منها من أضرار، وهذه القصص لا تعكس الحقيقة الواقعة كماً ولا كيفاً. وعزت القصور في الإحصاءات المتعلقة بالأخطاء الطبية في السعودية إلى تعدد الإدارات الطبية، والقصور في تبادل المعلومات في ما بينها، وعدم وجود مركز موحّد للبلاغات عن الأخطاء الطبية أو منظمة معنية بهذا الشأن. وعن أسباب حدوث الأخطاء الطبية قالت بابللي: «تتنوع الأسباب المؤدية للأخطاء الطبية، ومنها التطور السريع والمستمر في المجال الطبي، وظهور علاجات جديدة، والمشاركة المعقدة بين اليد البشرية والتكنولوجيا لإجراء عدد من المهمات، إذ وُجِد أن المريض في وحدة العناية المركزة مثلاً يتلقى حوالى 178 إجراء مختلفاً يومياً، وهذه تشتمل على كل من الإجراءات التشخيصية، والعلاجية، والإجراءات المساندة، والأخطاء البشرية، كما وُجِد أن 82 في المئة من الأخطاء الحاصلة في التخدير ترجع إلى العامل البشري، والبقية بسبب فشل في الأجهزة الطبية، والذي يزداد ويتفاقم كذلك بسبب القصور البشري». وذكرت أن الأخطاء تحصل في حالات عدة، منها عند إعطاء الدواء من الممرضة في المستشفى، إذ قد تعطي الدواء الخطأ للمريض، أو الدواء الصحيح لكن لمريض آخر، وقد تخطئ في الجرعة، أو في التوقيت، وتكثر الأخطاء كذلك في دور الرعاية، إذ وُجد أن لكل دولار يُصرف على علاج المسنين في دور الرعاية، دولاراً وثلاثة وثلاثين في المئة من الدولار لعلاج الآثار الجانبية لبعض الأدوية التي كان يمكن تلافيها، مشيرة إلى أن البرمجة الحاسوبية تساعد في صرف الأدوية على الحد والتقليل من الأخطاء المتعلقة بكتابة الدواء من الأطباء، وصرفه من الصيادلة.