لا تخلو منازلنا من صيدلية تحوي مجموعة أدوية لمعظم الأمراض التي نعاني منها وإن لم تكن هناك صيدلية فالثلاجات مليئة بالأدوية والملاحظ أن معظم هذه الأدوية إن لم يكن كلها لم تصرف عبر طبيب مختص بل هي ثمرة نصائح واقتراحات من الأهل والأصدقاء فماأن يعبر شخصا ما عن شعوره بضيق في الصدر أو ألم في مكان ما من جسمه إلا وانبرى له أكثر من شخص بأسماء أدوية مفيدة له وكل يحكي تجربته مع هذا الدواء وكيف كان نافعا وناجعا معه أو مع قريب أو صديق له خاض التجربة،وبات كل منا يؤدي دور الطبيب وكل يدعي أن العلاج عنده دون ن يدرك هؤلاء أن هذا السلوك خطأ فادح بخلاف أن الأدوية التي تصرف من الأطباء أنفسهم وفيها علاج للأمراض لها أعراض جانبية سلبية فكيف هو الحال مع من يستخدم الأدوية بدون وصفة طبية بل الكثير منا يركض وراء الأدوية التي تبث عبر شريط المعلومات في القنوات الفضائية والتي غير مرتبطة بأي جهة طبية معتمدة . ( عناوين ) رصدت أراء وتجارب بعض المواطنين حول هذه الظاهرة كما أخذت رأي بعض المختصين في هذاالجانب.
فاطمة البكر أكدت أن البعض ممن يعانون بعض الأمراض المزمنة مثل الضغط أو السكر غالبا ما يتناولون الدواء من غيرهم إذا صادف أنهم في مكان غير منازلهم حتى وإن إختلف الدواء المعطى لهم عن الدواء الذي يستخدمونه وهذا بسبب قلة الوعي وقله الإهتمام مع أن في الأمرص ما يمثل خطوة على الصحة .
نايف المطيري يقول : لقد عانيت من هذا الأمر حيث أن أخي ذكر لي وصفه دواء وقمت بشرائها فوراً من الصيدلية والصيدلي لم بمانع في صرف الدواء ولم يهتم بنصحي وإفادتي بأن ما أقوم به أمر خاطيء لأنني أظن أن هدفه الوحيد هو كسب زبون بغض النظر عن أي إعتبارات أخرى .
أما رانية منصور فتقول لكلٍ منّا ثقافته الخاصة تجاه الدواء البعض استمدّها من تجاربه، والبعض الآخر من تجارب الآخرين ولكن يبقى هناكَ أمرٌ هام يجهله الكثيرون، أن هذه الثقافة قاصرة عن الحقيقة ولن تكتمل إلّا بالعلم الشامل بحقيقة الأمراض وتشخيصها، ومركّبات الأدوية، وكيفية تفاعلها مع الأجساد، الأمر الذي يحتاج لدراسة طويلة ومتخصصة لا يحصل عليها سوى الأطباء والصيادلة المتمكّنين. وأضافت قائلة أتعجب كثيراً ممن يقحمون أنفسهم في هذا العالم الذي لا عِلم لهم به ولا معرفة والنتيجة للأسف كما ذكَرت تشخيصٌ خاطئ، وعلاجٌ مدمّر، يُنبئ بجهل المُمرِض والمريض ولكنني أستغرب أكثر من أولئك الذين يسعون وراء تجارب الآخرين مع الأدوية والعلاجات، ليجرّبوا حظّهم فيها. والأكثر غرابة هم بعض الأطباء، الذين لا يتوارون عن وَصف الأدوية والعلاجات وفقا لرغبة المريض لا قناعة الطبيب ودون تبرئة ذمتهم عبر تقديم النصيحة للمريض أن مثل هذا المرض أو ذاك غير مناسب أو له اضرار على المدى البعيد وأن هناك ما هو أسلم منه.! ناصر العبدالرحمن يؤكدأن كل دواء له ضرر على جسم الإنسان حتى أبسط الأدوية الشائعة بين الناس مثل الفيفادول والبانادول وغيرها إذا استخدمت بطريقه خاطئة أو زادت مدة استخدامها تضر وقد تكون مميتة فإذا زادت حرارة جسم الإنسان وارتفعت درجته هذا دليل على أن الإنسان به خلل ما في جسمه سواء كان خارجياً محسوساً به أو داخلياً لا يشعر به وهذا الخلل يحتاج إلى الدواء بل أن بعض الأدوية مثل المغناطيس تجذب الأشياء المتناثرة وتتفاعل في جسم الإنسان فما بالنا بمستخدمي أدوية عطفا على نصيحة واقتراحات العوام من الناس .
الدكتورة رهام منصور أوضحت أن الأغلبية لديها رهبة من الذهاب إلى المستشفى خوفا من سماع مالا يريد سماعه أو الخوف من اخذ الإبر وغير ذلك من المخاوف التي تنتابهم بمجرد ذكر اسم مستشفى أو طبيب .. وتستطرد قائلة : البعض يأخذ نصيحة صديقه أو زميلة أو حتى سائقة ولا يعلم أنه بذلك يعرض نفسه للخطر واحتمال حدوث مضاعفات وآثار جانبيه قد تهلك صحته؛لذا يحتاج المجتمع إلى توعيه صحية كبيرة في جانب تناول الدواء بدون وصفة طبية.
أما الصيدلي محمد طاهر فيقول أن ثقافة المجتمع في استخدام الدواء لازالت محدودة فالمعروف أنه لا يتناول المريض الدواء إلا بعد إستشارة الطبيب وعلى الرغم من ذلك فإن أغلبية المجتمع يتجنبون الذهاب إلى الطبيب ويأخذون نصائح الغير أو يبحثون عن مصدر لهم سواء عبر المواقع الإلكترونية أو القنوات الفضائية وغيرها . وأضاف : بعض الأدوية قد تتحول إلى سموم إذا دخلت جسم المريض وهنا لابد من ضرورة التوعية على قدر المستطاع؛وعن نفسي كصيدلي أقوم بالتوعية عند إستشارة المريض لي فأحيانا يأتي المريض لشراء دواء بناء على وصفة سابقة فأبادر بسؤاله عن طبيعية المرض ومن خلال الأعراض أقوم بجلب الدواء المناسب لحالته. مشيراً إلى أن وزارة الصحة مشددة على منع صرف أدوية معينة دون وصفه طبية كأدوية الأمراض النفسية وقد أصدرت قبل عامين تعميماً يشدد على ضرورة عدم صرف الأدوية للمرضى من الصيدليات الحكومية والأهلية إلا عند تقديم وصفة طبية محررة.