يمثل الزوج عنصر الأمان للزوجة التي تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، وأكد علماء النفس كثيراً على أن الرجل باستطاعته أن يساعد زوجته على تجاوز محنتها، ولذلك ينبغي عليه أن يكون منتبهاً لبعض الأعراض الرئيسية التي تتعرض لها خلال هذه الفترة. لكن في الآونة الأخيرة، كشفت إحدى الأبحاث البريطانية التي قام بها باحثون من جامعة أكسفورد أن الرجال كذلك يمكن أن يعانوا من تلك الحالة النفسية، وأشاروا إلى أن اكتئاب ما بعد الولادة هو حالة نفسية تصيب النساء بعد ولادة طفل جديد، ومن أعراضها، الإعياء حتى دون بذل مجهود، الرغبة الدائمة في البكاء بدون سبب واضح، قلة النوم، ضعف الشهية، ألم بدون سبب، صداع والتفكير في إيذاء النفس أو الطفل الرضيع. ووجدت الدراسة أن حوالي 4 – 5 % من الآباء مصابون بكآبة ما بعد الولادة، مما يمثل حوالي نصف النسبة بالمقارنة مع الأمهات. وتوضح الدراسة أن من أكثر العلامات المميزة للآباء المصابين باكتئاب ما بعد الولادة تركيزهم على السلبيات، وكثرة نقدهم لأنفسهم أثناء حديثهم مع أطفالهم الرضع الجدد. ولتأكيد ذلك طلب فريق البحث في جامعة أكسفورد من 38 أباً، نصفهم مصابون باكتئاب ما بعد الولادة، أن يلعبوا ويتكلموا مع أطفالهم بعمر 3 شهور لمدة 3 دقائق، وقام فريق البحث بتسجيل اللقاء والتفاعل على الفيديو، فوجدوا أن الآباء المصابين بالاكتئاب كانوا بالفعل أكثر سلبية حول أنفسهم وأطفالهم. ولعلاج الاكتئاب لدى الزوج والزوجة ينصح العديد من المختصين بأن هناك الكثير من الأشياء التي يجب أن يضعها الزوج وجميع أفراد العائلة والأصدقاء في اعتبارهم، منها أن اكتئاب ما بعد الولادة هو مرض حقيقي، والأم التي تعاني منه لم تصب بالجنون بل إنها تتفاعل مع بعض التغيرات الجذرية في حياتها وحياة طفلها. ولا ينبغي على الزوج الحكم على مشاعر وردود أفعال زوجته بانتقادها، بل عليه أن يصغي إليها ويتعاطف معها وعليه أيضاً أن يعرض المساعدة من دون أن تطلب منه وذلك من خلال القيام ببعض الأعمال الإضافية في المنزل مثل تنظيف المنزل والصحون وغسل الثياب، فهذا من شأنه أن يخفف عن زوجته. ومن ناحية أخرى كشف بحث موله مجلس الأبحاث الطبي البريطاني من قبل أنه مع بلوغ الطفل الأول سن ال12عاماً يكون حوالي 21% من الآباء قد عانوا على الأقل من نوبة واحدة من الاكتئاب. وراقب الباحثون حوالي 87 ألف عائلة تلقت رعاية طبية خلال فترة، وتبين أنه بعد سنة واحدة من ولادة الطفل الأول، أصيب 3% من الرجال بالاكتئاب، ولكن هذه النسبة ارتفعت إلى 10% عند بلوغ الطفل الرابعة من العمر، و16% عند بلوغ ال8، و21% عندما يصبح الولد في ال12. وتبين في الدراسة أن 13% من النساء أصبن باكتئاب عند بلوغ طفلهن السنة الأولى من عمره، و24% عند بلوغه الرابعة، و33% لدى بلوغه ال8، و39% عندما أصبح في ال12 من العمر.