غالباً ما يكون الأطفال الذين تعاني أمهاتهم من اكتئاب ما بعد الولادة معرضين لخطر المعاناة من مشاكل في الصحة العقلية لكن هرموناً يعرف بأنه "هرمون الحب" قد يلعب دوراً في تخفيف هذا الخطر. وأفاد موقع "هيلث داي نيوز" الأميركي ان هرمون ال"أوكسيتوسين"، الذي ينتج بشكل طبيعي في الجسم وهو مرتبط بشعور الحب والثقة، يمكن أن يساعد في حماية الأطفال من التأثيرات السلبية لاكتئاب الأم. وعمد باحثون إسرائيليون إلى إجراء دراسة على 155 أماً وطفلا، وتبين انه عند بلوغ الأولاد السادسة من العمر كان 60 بالمائة من الذين لديهم أمهات أصبن باكتئاب ما بعد الولادة يشكون من مشاكل في الصحة العقلية، بخاصة القلق واضطرابات السلوك. أما بين الأطفال الذين لم تعان أمهاتهم من اكتئاب ما بعد الولادة، أصيب 15 بالمائة بمشاكل عقلية. وأظهرت الدراسة أيضاً ان أطفال الأمهات اللواتي استمر اكتئابهن لفترة طويلة بعد الولادة كانوا أقل إبداعاً وقدراتهم الكلامية أضعف، بحيث ان تواصلهم الأقل مع أمهاتهم قلص من تفاعلهم الاجتماعي وأدى إلى تراجع نسبة تعاطفهم مع ألم وانزعاج الآخرين. وتبين ان نسبة "هرمون الحب" عند أولاد الأمهات اللواتي أصبن بالاكتئاب بعد الولادة ولم يعانوا من مشاكل عقلية كانت طبيعية في لعابهم وفي جسمهم بشكل عام. وقال أحد معدي الدراسة، التي قدمت في الاجتماع السنوي للمعهد الأميركي لعلم الأعصاب والنفس والصيدلة "وجدنا ان عمل نظام الأوكسيتوسين يساعد على حماية بعض الأطفال من تأثيرات الاكتئاب المزمن بعد الولادة".