بعد أن صارت شبكات التواصل الاجتماعي جزءً من مفردات الحياة اليومية لدى الجميع خاصة المراهقين، أصبحت أيضاً من أبرز المشكلات التي تواجه الآباء خاصة وأنهم يجدون أبناءهم يقضون معظم أوقاتهم على تلك الشبكات. فقد كشفت إحدى الدراسات الأمريكية أن 38% من الأطفال على الفيس بوك دون ال12 عاماً، حيث عبر العديد من الآباء عن قلقهم من نشاطات أطفالهم على تلك المواقع لتبدأ بعد ذلك دوامة هل أراقب طفلي أم أصادقه وكيف تكون حمايته؟ واختلفت النصائح بين مؤيد لفكرة مراقبة سلوك الأبناء على شبكات التواصل الاجتماعي من أجل حمايتهم من الغرباء الذين قد يستغلون البيانات الشخصية التي يكشفها الأطفال وتعد منحة مجانية لكل من يريد تعقب أثر طفل ما على الإنترنت. وعادة ما يلجأ الشباب إلى استخدام الفيس بوك وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي لأنهم يجدون فيه حياة جديدة بعيدة عن الحياة التي اعتادوا عليها في الواقع أو بحثاً عن الأصدقاء القدامى وتشكيل أصدقاء جدد، أو سعياً وراء الشهرة وتحقيق الذات والتعويض عن إخفاقات الحياة الواقعية من خلال نشر الأفكار والخواطر والأشعار والتجارب. أو قد يكون استخدام تلك المواقع ليس إلا تقليداً للآخرين بعد أن أصبح الفيس بوك حديث الجميع وأصبح الكثيرون يفخرون بالحضور النشط عليه. وهناك العديد من العوامل التي تشجع على سيطرة تلك المواقع على حياة الأبناء أهمها انشغال الأبوين في العمل وعدم إعطاء الوقت الكافي للتفاعل مع أبنائهم خاصة مع الانتشار الواسع للإنترنت في البيوت والتطور في سرعتها وكفاءتها. وينطوي دخول الصغار على الفيس بوك على مخاطر عديدة تتمثل في إمكانية الوقوع في فخ الخديعة فمن الممكن لأي شخص استخدام اسم وصورة مستعارة للتعرف على اهتمامات الطفل ونواياه؛ الأمر الذي قد يؤدي إلى استغلال الطفل في إفشاء معلومات تضر بخصوصية العائلة والأفراد بالإضافة إلى تعرضهم لأخطار جسيمة مثل الاستغلال الجنسي، حيث أشارت إحدى الإحصائيات إلى أن واحداً من كل خمسة أطفال مستخدمين للإنترنت قد تلقوا طلبات جنسية من أشخاص غرباء، كما أن واحداً من كل سبعة عشر مستخدماً للإنترنت قد تعرّض للتهديد أو نوع آخر من المضايقات. ولتفادي تلك المخاطر على الأهل أن يتقبلوا في بداية الأمر أن هذه المواقع أصبحت بالنسبة للشباب من الأمور الطبيعية وأنهم يستخدمونها في تنظيم حياتهم اليومية، فقد نصح الخبراء الآباء بمنح أبنائهم الثقة، فإذا كانت الرقابة أمرا جيدا فإن الثقة أفضل، حيث إن أخذ الآباء كلمة المرور الخاصة بأبنائهم والدخول سرا إلى حساباتهم ليست بالفكرة السليمة لأن الشك يولد نوعاً من ردود الأفعال الدفاعية، بالإضافة إلى أن إمكانيات الرقابة تعد محدودة بالنسبة لمن يستخدم نفس الشبكة الاجتماعية لا تتعدى كونها مسألة وقت حتى يعرف الفرد كافة الحيل لاستبعاد كل الزائرين غير المرغوب فيهم من حسابهم، لذا يجب على الأب والأم التقرب من أطفالهما أكثر فأكثر، وفتح نقاشات عائلية حول مختلف الأمور العصرية التي تواجه الجميع لتحصين أبناءهم ثقافياً ودينياً بكافة الوسائل الودية وتحذيرهم من مخاطر الاندفاع في التعامل مع أشخاص غير معروفين بالكامل.