الخجل بحسب تعريف بعض المتخصصين هو سلوك فردي يمنع المرأة من الاندماج بشكل فعال في المجتمع، فتصبح غير قادرة على التعبير عن أفكارها وأحاسيسها بشكل مفهوم. وهناك ثلاثة أنواع من الخجل، الخجل الموقفي أي استناداً للموقف الذي تتعرض له، والخجل الذي يحدث في مناسبات معينة، وأخيراً الخجل المزمن. والخجل هو تصرف و جزءٌ لا يتجزأ من الحياة، ويعاني منه عدد كبير من الناس، لكن ذلك لا يبدو بشكل واضح نظراً لقدرة البعض على التحكم ببعض أعراضه, فبعض الخجولين يعتقدون أنهم هم الوحيدون الذين يعانون من الخجل. وفي دراسة لجامعة ستانفورد في ولاية كاليفورنيا الأميركية قام بها عالم النفس الأمريكي فيليب زيمباردو، اكتشفت من خلال إحصائية عن طريق جملة من الأسئلة طرحت على خمسة آلاف شخص في عدة دول من العالم أن 80 % من الناس قد عانوا من الخجل في مرحلة ما في الحياة، ومن ثم تخلصوا منه، ولكن 40 % يظلون يعانون منه بشكل دائم. وتتحدث الكثير من الدراسات والكتابات بشكل سلبي عن ظاهرة الخجل، وبالمقابل ليس هناك الكثير من يتحدث عنه بشكل موضوعي؛ لذلك من المهم الحديث عن بعض الجوانب الإيجابية لهذه الظاهرة، فمهما كانت ظاهرة ما سلبية فإن هناك بعض الأمور الإيجابية فيها ربما لا يدركها الكثيرون. ومن هذه الايجابيات أن الخجل يجنب المرأة الكلام في مواقف محرجة, فهناك كثير من الناس يتحدثون دون إعطاء الفرصة للآخر للتعبير عن نفسه. أما الخجولة فهي على العكس تماماً إذ تبدو للآخرين مستمعة جيدة، وتظهر اهتماماً بما يتحدث عنه الآخرون. فالمرأة الخجولة عادة ما تكون هادئة ليس حباً في الهدوء، بل لأن خجلها يمنعها من الهيجان ومحاولات السيطرة على الحديث والكلام الكثير، وبذلك تتجنب وضع نفسها في مواقف محرجة، إضافة إلى ظهورها كمستمعة جيدة محترمة. بالإضافة إلى أن الناس يحبون التقرب من المرأة الخجولة, فقد أوضحت الدراسة أن المرأة الخجولة تبث شعور السلام للآخرين وتنشر الطمأنينة, كما أن الناس يعتبرونها قليلة الكلام وربما تخبئ ذكاء ومعرفة عميقة بالحياة, ولذلك يحاول الآخرون الاقتراب منها علها تكشف عن هذه المعرفة المفترضة، وكلما كانت المرأة قليلة الكلام فإنها تبدو أكثر جاذبية للآخرين, كما أن الآخرين يعتقدون أن المرأة التي لا تبوح بأسرارها تتمتع بقوة الشخصية وجديرة بالثقة. ومن ناحية أخرى تحافظ الخجولة على صورة اجتماعية محترمة, فالنساء غير الخجولات يكشفن عن كل أفكارهن وأحاسيسهن للآخرين، وبذلك لا تكون لديهن هناك جوانب مخفية تجعلهن يتمتعن بالخصوصية في شخصياتهن، بينما المرأة الخجولة التي لا يعرف عنها الكثير فهي تبدو كشخصية مثيرة في المجتمع بحيث إن الكثيرين يبدون اهتماماً بمثل هذه الشخصية محاولين اكتشاف الجوانب المخفية التي لا تكشف عنها للآخرين بسبب خجلها، وليس بسبب الغموض. ومعروف أن هناك الكثير من الناس في المجتمع يحترمون الشخصيات التي يلفها الغموض والإثارة بسبب عدم معرفة الكثير عن جوانبها المخفية. كما أن الناس يبتعدون عادة عن الاستهزاء بمن يمتلكون خصوصيات غامضة في شخصياتهم لا يعرفونها. كما أن المرأة الخجولة تبعد نفسها عن المواقف التي تبدو فيها عدوانية لكي لا تقع في مطب الأخذ والعطاء والتعرض لموقف تكون عاجزة فيه عن الدفاع عن نفسها بالكلام الحاد. وذكرت الدراسة أيضاً أن الخجل يمنع المرأة من الانخراط في مغامرات عاطفية ربما تتسبب في مشاكل أو تسيء للسمعة, ولهذا فإنها تبدو للآخرين كإنسانة محترمة ورصينة، وليس من السهل اللعب بعواطفها. وهذه حقيقة لأن المرأة الخجولة حذرة دائماً تجاه تصرفات الآخرين، وتحاول تجنب ما يثير خجلها؛ الأمر الذي يجعلها مثلاً يحتذى به من قبل كثير من الناس في المجتمع. كما ثبت أنها تتلقى عروضاً للزواج أكثر من المرأة التي تحب الظهور.