في عام 1936م قاطعت روسيا (الاتحاد السوفيتي سابقا) دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في برلين رغم أنها تعتبر منافسا للولايات المتحدةالأمريكية على جدول الميداليات لتثبت للعالم أنه لا ضغوطات أو تهديد بالحرمان لسنوات قادمة يمكن أن يغيرها عن مبادئها وسياستها ضد النازية الألمانية بل قامت بتحريض جميع الدول الشيوعية لمقاطعة الأولمبياد وهذا ما حدث بالفعل ليتحول موقفها من موقف ضعف إلى قوة عندما قاطعت أكثر من 10 دول شيوعية كبرى الأولمبياد وليسجل التاريخ هذا الموقف لروسيا بأنها دولة لا تقبل الرضوخ لأي ضغوطات أو وصاية حيث لم يمض عامان حتى رفعت اللجنة الأولمبية الإيقاف عن روسيا وعادت لتشارك في الأولمبياد , هذا الموقف الروسي استحضرته بعد أن زادت الضغوطات الخارجية على المملكة بالتهديد بالحرمان والإيقاف عن المشاركة إذا لم نرسل وفدا نسائيا للمشاركة وهو ما ترفضه المملكة أولا لعدم وجود نساء مؤهلات للمشاركة بسبب عدم وجود أنشطة رياضة نسائية منظمة في المملكة وثانيا لعدم وجود رضا شعبي لمشاركة المرأة في هذا الوقت , فإذا كانت المملكة لا ترغب في مشاركة المرأة حاليا للأسباب المذكورة فعليها أن لا تشارك وأن لا تستجيب للضغوطات مهما كانت وأن تتخذ موقفا قويا مثل الموقف الروسي بالمقاطعة ولنوجه رسالة للعالم بأن المملكة لا تقل شأنا عن الدول التي قاطعت الأولمبياد نعم لمشاركة المرأة ولكن لا يجب أن يفرض هذا الأمر علينا من الخارج , ولكن للأسف رضخنا للأمر الواقع وشاركنا بفتاتين غير مؤهلتين كإنقاذ موقف حيث ستكون صورة الرياضة النسائية السعودية باهتة وضعيفة أمام العالم لعدم وجود نساء محترفات وهذا سبب نتحمله نحن بسبب التأخر في إطلاق أنشطة رياضية نسائية منظمة كما يحدث للرجال لدينا , نعود لسؤالنا ماذا سنخسر لو قاطعنا أولمبياد لندن 2012 ؟ وحشدنا إلى جانبنا الدول العربية والإسلامية التي تم فرض ضغوطات عليها كحالنا تماما فهل نحن العرب والمسلمين نرى أنفسنا أقل من الدول الشيوعية شأنا ؟ للأسف كانت فرصة ذهبية للمملكة لو قاطعت الأولمبياد لتعرب للعالم عن قوة مبادئها وسياستها الرياضية ولو أني أرى ومعي الكثير أن المشاركة النسائية مهمة إلا أن التغير لابد أن يكون من الداخل لا فرضا من الخارج ببناء الأندية أولا وإقامة أنشطة منظمة ثانيا وإلا ما الفائدة من مشاركة فتاتين كمجاملة ؟ في الوقت الذي يوجد فيه بالمملكة ملايين الفتيات عاجزات عن ممارسة الرياضة , نعم المقاطعة كانت فرصة ذهبية لأنهم حتى لو حرمونا من المشاركة بسبب عدم وجود وفد نسائي فهي لا تختلف كثيرا عن المشاركة فمشاركاتنا دائما كعدمها فاشلة وبلا ميداليات , القائمون على الرياضة لم يستغلوا هذه الفرصة للأسف بل الذي يشاهد استنفارهم من أجل إرضاء اللجنة الاولمبية الدولية لكي لا تحرمنا المشاركة يظن أن جدول الميداليات تتصدره المملكة كل أولمبياد عالمي متقدمة على الصين وأمريكا وروسيا وأن الأرقام القياسية بانتظار أبطالنا لكي تتحطم , والحقيقة أن المملكة لو قررت المقاطعة لضربت عصفورين بحجر واحد الأول أن تصل رسالة للعالم أن المملكة لا تقبل الضغوطات ولا ترضخ لأي تهديدات رياضية وبهذا نسجل موقفا تاريخيا والثاني أن كل المؤشرات توحي بأن مشاركتنا ستكون فاشلة كعادتنا وبلا ميداليات وبالتالي أن لا نشارك ونسجل موقفا تاريخيا أفضل من أن نشارك ولن نسجل وقتها أي موقف تاريخي ولن نحقق أي ميدالية أيضا إذاً فالأفضل أن نسجل موقفا تاريخيا على الأقل . للتواصل تويتر almasoudi10