تختلف دوافع وتأثيرات العمل الليلي من شخص لآخر، إذ أن قطاعاً واسعاً من العاملين ليلا مضطرون إلى القيام بذلك ولا خيار لهم سوى هذا العمل وتراهم يعبّرون عن استيائهم منه ورغبتهم في تركه، شاكين من آثاره على صحة الإنسان ونفسيته وحياته الاجتماعية. فقد يتطلب من العديد من الشباب العمل في الفترات الليلية وهذه الأعمال تستلزم السهر طوال الليل مع ضرورة الجودة والعمل الجاد، ولذلك يجب البحث عن الوسائل التي تعمل على التغلب على الرغبة في النوم بعيداً عن الأدوية والكيماويات التي تساعد في ذلك، ودائماً ما نفشل في الوصول إلى وسائل سلمية وصحية، ولكن هناك مجموعة من القواعد التي يمكن من خلال اتباعها التغلب على هذه المشكلة، وتساعد الفرد في البقاء مستيقظاً ليلاً. وقد تعتقد أنه لا بد من تجنب أي شيء يشتتك عن العمل ويفقدك التركيز، ويعد هذا اعتقادا خاطئا لأنه يجب أن نتجنب بعض المشتتات وليس كلها، فليس من الضرر أن تقضي القليل من الوقت بالتفاعل مع أصدقائك في أي شيء ليكون ذلك بمثابة الفاصل الذي يمنحك هدنة تستطيع بعدها استئناف عملك واستعادة نشاطك، حيث إن الضغط النفسي يجعلك تحتاج إلى النوم بصورة أكبر. ويجب أيضاً تجنب السفر لمسافات طويلة مما يؤثر على وقت نومك، وأثناء ورديتك الليلية اجعل مكان عملك مضاء بشكل قوي لأن الإضاءة القوية تحفز الجسم على اليقظة. ويمكنك أيضاً تناول القهوة فعلى الرغم من الشعور بالراحة النفسية قصيرة الأجل التي تحصل عليها من ارتشافها، إلا أن تأثيرها البيولوجي يدوم وقتاً أطول وذلك لاحتوائها على كمية وفيرة من الكافيين المنبه والذي تزيد نسبته في القهوة أكثر من نسبته في كل من الشاي والكولا، كما يجب التأكيد هنا على إمكانية زيادة كمية القهوة التي تتناولها لكي تظل مستيقظاً مدة أطول، دون إفراط، حتى لا تشعر في اليوم التالي بالأرق الشديد عند النوم. كما أن تناول الطعام بشكل سليم وتجنب الوجبات السريعة يجعل طاقتك للعمل أكبر بكثير فلك تقوم بالأداء السليم في العمل، يجب عليك أن تتناول وجبات صحية منتظمة وتشرب الكثير من السوائل والعصائر الطازجة، وما لا يجب عليك القيام به هو قضاء يوم كامل في تناول الوجبات الخفيفة التي تبعث الطاقة بشكل مؤقت ثم تُشعرك بعد ذلك بالأرق والغثيان. ويجب أيضاً تجنب فترات النوم القصيرة حيث يفضل العديد من الناس أن تتخلل ساعات العمل الطويلة أوقات قصيرة للنوم ليجددوا بها نشاطهم، ومع ذلك فدائماً ما يحصلون على نتائج عكسية، حتى وإن وصلت أوقات الراحة هذه إلى ساعة كاملة، فإنهم غالباً ما يشعرون بالترنح والإرهاق بعد الاستيقاظ والرغبة أحياناً في المزيد من النوم، فعند الشعور برغبة عارمة في النوم أثناء العمل يمكنك الوقوف والتجول في مكانك أو حتى الذهاب خارجاً لبعض الوقت واستنشاق بعضاً من الهواء النقي. ومن المهم الحرص على استنشاق الهواء النقي حيث إن الجو المغلق والمليء بالرطوبة يساعد على الشعور بالاختناق والرغبة في الراحة والنوم، فعليك في هذه الحالة أن تقوم بفتح النافذة لتجديد هواء الغرفة وإنعاش نفسك حتى يساعدك ذلك على إتقان عملك.