كيف أختار تخصصي؟ إذا كان هذا السؤال يربكك ويدخلك في دائرة من الحيرة فهذا أمر طبيعي؛ لأنك الآن تصنع مستقبلك، قد يرى البعض أن القضية ليست مهمة طالما أن المهارات التي يتم تطويرها يمكن استخدامها في أي عمل، إلا أن اختيار التخصص الجامعي هو قرار هام ومصيري يتوقف عليه مدى الفرص المتاحة أمام الفرد بعد تخرجه، ويرجع ذلك لعدة أسباب، أهمها أن هذا الاختيار يحدد مجال العمل الذي يقضي فيه الفرد بعد ذلك عدة سنوات من حياته المهنية ولا يمكنه النجاح فيها إلا إذا كان التخصص يلائم ميوله واهتماماته، بالإضافة إلى أن بعض الوظائف تشترط الحصول على تخصصات دون غيرها. لكن رغم ما يمثله اختيار التخصص من أهمية إلا أن الكثير من الطلاب يقعون في فخ الاختيار بشكل عشوائي لا يرتكز على أسس ثابتة، وهناك من يؤجل النظر في هذا الأمر بسبب الحيرة التي يقع فيها إلى أن يضطر إلى اختيار تخصص غير مناسب، لذلك عليك وأنت تختار تخصصك أن تدرك مدى خطورة هذا الاختيار وأنك تضع قدميك على أول خطوة في حياتك المهنية باختيارك لهذا التخصص، وأنه يجب دراسة جميع الخيارات المتاحة أمامك بعقل يقظ ثم حصر التخصصات التي تميل إليها ثم جمع المعلومات الخاصة بكل تخصص حتى يكون الاختيار قائما على قاعدة سليمة، والسطور القادمة يمكنها أن تساعدك على اجتياز أهم اختبارات حياتك. - في البداية اسأل عن ذاتك (من أنت؟) فالميول والشخصيات مختلفة وما يناسبك ليس بالضرورة أن يناسب غيرك، واعلم أن من أهم واجباتك التعرف على شخصيتك وما يناسبها من تخصصات، ومن الممكن أيضاً أن تبحث أيضاً عن المادة التي كنت تحبها أثناء دراستك ليس لكي تتخصص بها في الجامعة ولكنها تدل على تميزك بقدرات من الممكن أن تخدمك في تخصصات أخرى. - يجب أن تدرك أن التميز في إنشاء علاقات اجتماعية مع الناس أو وجود حس فني أو رياضي يلعب دورا مهما في اختيارك لتخصصك. - قم باستكشاف تخصصات الجامعة المتاحة لديك وتعرف بدقة على مجالات عمل خريجي كل قسم من أقسام الجامعة ثم رتبها حسب أهميتها بالنسبة إليك، واحذر من تخطي تلك الخطوة حيث إن هناك العديد من الشباب لا يعرفون شيئاً عن التخصصات التي تحتويها الجامعات؛ الأمر الذي يؤدي بهم إلى عشوائية الاختيار. - حدد شخصية أعجبتك في مجال ما وابحث عن سيرتها كي تعرف ما التخصص الذي اختارته والخبرات التي حصلت عليها حتى استطاعت الوصول إلى ما هي عليه. - قرر ما هي المهنة التي تريد وقم بوضع ملامح واضحة لها بكل تفاصيلها ثم ابحث عن التخصص الذي يقودك إليها. - عند قيامك بالبحث عن مهنة المستقبل لا تتركها إلى انطباعاتك الشخصية أو انطباعات من حولك فقط بل قم باستكشافها وتحدث إلى أصحابها أو خريجيها حتى يكون بمقدورك تكوين صورة عنها، فمن الممكن أن تسألهم عن مدى استمتاعهم بالعمل والمعوقات التي تواجههم وكيف كان اعتمادهم على الشهادة الجامعية، وكيف يتطورون في مهنتهم، وما هي النصائح التي يمكنهم منحك إياها، فهذه الأسئلة تجعل الصورة أكثر وضوحا أمامك. وتذكر دائماً أن الرغبة النابعة عن موهبة أو هواية تجاه تخصص بعينه، وفرصة توفير التخصص في المجال الوظيفي المستقبلي وقدرتك على ممارسة هذا التخصص والإبداع فيه هم مفاتيح حل السؤال الذي يصنع حياتك القادمة.