قالت روسيا امس الأول انها لن توافق على التهديد بفرض عقوبات لانهاء الصراع المستمر منذ 16 شهرا في سوريا في حين بدأ مجلس الامن الدولي المنقسم بشدة مفاوضات بشأن قرار لتمديد بعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة هناك. ويجب على المجلس أن يقرر مستقبل المهمة الدولية قبل 20 من يوليو تموز عندما ينتهي تفويضها الذي تبلغ مدته 90 يوما. وانتشرت بعثة المراقبة للتحقق من هدنة لم تصمد أبدا وكانت ضمن خطة المبعوث الدولي كوفي عنان المؤلفة من ست نقاط. واقترحت روسيا تمديد المهمة 90 يوما لكن بريطانيا والولاياتالمتحدة وفرنسا وألمانيا قابلت ذلك بمشروع قرار لتمديد المهمة 45 يوما فقط ووضع خطة عنان للسلام تحت الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة. ويجيز الفصل السابع للمجلس التفويض بإجراءات تتراوح بين العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية والتدخل العسكري. وقال مسؤولون أمريكيون إنهم يتحدثون عن العقوبات على سوريا وليس التدخل العسكري. ومن المقرر حاليا أن يصوت المجلس على مشروع قرار في 18 من يوليو تموز. ويقول زعماء غربيون ان قوات الرئيس بشار الاسد قتلت أكثر من 15 الف شخص منذ الحملة على المحتجين المؤيدين للديمقراطية التي بدأت في مارس اذار 2011 . وتقول دمشق ان المعارضين قتلوا عدة الاف من قوات الامن. وقال الكسندر بانكين نائب السفير الروسي بالأممالمتحدة للصحفيين "نحن بالتأكيد نرفض (استخدام) الفصل السابع. كل شيء قابل للتفاوض لكننا لا نتفاوض بشأن هذا.. هذا خط أحمر."ولم يكن الموقف المبدئي لروسيا مفاجئا للدبلوماسيين الغربيين. وأحبطت روسيا والصين في السابق باستخدام حق النقض قرارات لمجلس الأمن الدولي كانت تهدف للضغط على الأسد. وقال مارك ليال جرانت سفير بريطانيا بالأممالمتحدة "سيقولون إنهم في هذه المرحلة لن يفعلوا ذلك (تأييد مشروع القرار). من الواضح أنه يوجد دعم قوي جدا لمشروع القرار." ومن غير المحتمل ان تتحرك المفاوضات بسرعة. وبعد الجولة الأولى من المناقشات قال السفير الفرنسي جيرار آرو أن المفاوضين بدأوا وهم متباعدون تفصل بينهم عشرة أميال "والآن فإن المسافة بيننا عشرة أميال إلا خمسة سنتيمترات."ويهدد مشروع القرار الذي يدعمه الغرب الحكومة السورية بعقوبات إذا لم توقف استخدام الاسلحة الثقيلة وتسحب قواتها من البلدات والمدن في غضون عشرة أيام من تبني القرار. وقال دبلوماسي غربي طلب عدم نشر اسمه انه تم صياغة القرار بأقوى لغة ممكنة "لان الوقت تأخر كثيرا لكي يتحرك المجلس". وقال "بصراحة انه امر شائن ان يترك المجلس مراقبين غير مسلحين في مهب الريح ولا يستخدمون كل الادوات المتاحة لديهم. اننا الان وصلنا الى مرحلة يموت فيها 100 شخص أو أكثر كل يوم." وطلب عنان من مجلس الأمن الدولي أن يوضح للحكومة والمعارضة السورية أنه ستكون هناك "عواقب واضحة" لعدم الامتثال لخطته. وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال زيارة لكمبوديا "الولاياتالمتحدة عازمة على دعمه (عنان) لأن تجربتنا في العام الماضي توضح بشدة أن نظام الأسد لن يفعل شيئا دون مزيد من الضغوط." ونقل عن مصدر في وزارة الخارجية الروسية قوله أمس ان كوفي عنان مبعوث الاممالمتحدة الخاص سيزور العاصمة الروسية موسكو يوم الاثنين المقبل لاجراء محادثات بشأن الصراع في سوريا. وقال المصدر "سيتم مناقشة الوضع الراهن في سوريا وفرص التوصل الى تسوية (سلمية)." وأضاف ان عنان سيجتمع مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف." وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي جاتيلوف أمس الجمعة إن روسيا تريد أن يعمل كوفي عنان مبعوث الأممالمتحدة الخاص بنشاط أكبر مع المعارضة السورية وانها ستحثه على القيام بذلك اثناء زيارة لموسكو. ونقلت وكالة انترفاكس للأنباء عن جاتيلوف قوله "كي نكون صادقين نحن لا نرى شركاءنا على استعداد (مثل روسيا) للعمل مع المعارضة ويلعب كوفي عنان دور الوسيط الرئيسي في هذه العملية." وأضاف "للأسف حتى الآن لا نرى أي نتائج عملية لاتصاله وفريقه بالمعارضة."