تخلت الحكومة الائتلافية البريطانية أمس الأول في اللحظة الاخيرة عن خطة للاقتراع على اصلاح مجلس اللوردات وهو المجلس الاعلى في البرلمان البريطاني. وكان من شبه المؤكد ان تخسر الحكومة الاقتراع بعد ان هدد عشرات المشرعين من داخل حزب المحافظين الحاكم الذي ينتمي اليه رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بالاعتراض على الخطة التي تجعل مجلس اللوردات مجلسا منتخبا بدرجة كبيرة لا مجلسا معينا. لكن الحكومة فازت مساء امس الثلاثاء في اقتراع منفصل على مبدأ يجعل مجلس اللوردات مجلسا منتخبا بدرجة كبيرة بأغلبية 338 صوتا. وصوت ضد مشروع القانون ككل نحو 91 عضوا من حزب المحافظين في مجلس العموم البريطاني. وهذا يعني ان الاقتراح بجعل مجلس اللوردات مجلسا منتخبا بنسبة 80 في المئة وتقليص عدد اعضائه الحالي من 826 عضوا الى 450 عضوا سيتحرك الى المرحلة التالية من النقاش البرلماني في الخريف المقبل. وهذه الاصلاحات هي بند اساسي في اتفاق الائتلاف بين حزب المحافظين وشريكه حزب الديمقراطيين الاحرار. وكان تلقي هزيمة على ايدي مشرعين محافظين سيوجه ضربة قوية للديمقراطيين الاحرار وللحكومة الائتلافية في بريطانيا. ويمكن ان يعمق اطالة أمد النقاش بشأن هذه القضية الخلافات داخل حزب المحافظين نفسه ويضعف الرابطة التي تحافظ على تماسك الحكومة الائتلافية. وقبل ساعات أقدم كاميرون على محاولة اخيرة لمناشدة حزب العمال المعارض لدعم الجدول الزمني التشريعي الذي تخلت عنه الحكومة بعد ذلك. وقال كاميرون "حتى في هذه المرحلة الاخيرة أناشدكم الا تلعبوا بورقة انتهاز الفرص لا تلعبوا بورقة السياسة. في هذه المسألة صوتوا لصالح ما تقولون انكم تريدونه وهو اصلاح مجلس اللوردات."