اخترقت عقول الشباب العربي موجة جديدة في عالم الموضة بل وهي السروال المنخفض وتعرية منطقة الخصر، وما أسفلها بشكل كامل، وإظهار الملابس الداخلية لهم دون أدنى تفكير في تماشي هذه التقاليع مع أفكارنا وتقاليدنا. وقد ظهرت هذه الموضة وتحولت من ظاهرة مرفوضة إلى تقليعة يتهافت عليها الشباب وانتشرت وسميت بتقليعة السروال المنخفض، أو "بنطال طيحني"، دون تفرقة بين الجنسين!. وبدأ يتكرر هذا المشهد بين الشباب في شوارع المدن العربية وفي المولات التجارية، والنوادي الإلكترونية؛ حيث البنطال الساقط، المتسع من أعلاه دون حزام، فيسقط حتى منتصف الأرداف، ومن المفترض أن تظهر الملابس الداخلية، مع اتساع حولها مما جعل المنظر يزداد تقززًا، حيث تظهر عيوب أجسادهن، بشكل مضحك وكاريكاتوري. وفسر علماء النفس والخبراء هذه التصرفات الشبابية بأنها تعد بحثا عن التمرد، وغيابا للعقل، وووصفها العديد بأنها عادة مقززة، ومثيرة للسخرية، وبالرغم من هذا يُقبل عليه الشباب. وكانت بداية تقليعة السروال المنخفض من داخل زنازين السجون الأمريكية، وتحديدًا في سجون (النقر)، وعرفت هناك ب (ثوق Thug)، وهناك روايتان، الأولى تقول: إن هذا البنطال هو الزي الرسمي للسجناء، وتم تصميمه بهذا الشكل؛ حتى لا تضطر الإدارة لتسليم السجين حزامًا، يمكنه شنق نفسه به، أو استخدامه للعراك. أما الرواية الأخرى، وهي الأكثر انتشارًا، فهي أن السجناء استغلوا تصميم هذا البنطال؛ الذي يكشف مؤخرتهم؛ للتعبير عن الرغبة في ممارسة الجنس الشاذ، ما بين الرجال والرجال، وهو الأمر المنتشر داخل أغلب السجون، على مستوى العالم، ثم انتشر ارتداؤه خارج السجون، من باب الدعاية لكل من كان يبحث عن شاذ!. وبعد أن تحولت هذه الظاهرة بمثابة دعوى لممارسة الشذوذ بدأت بعض المدن الأمريكية الآن في منع هذه الموضة بصورة قانونية، بل وتقييدها حتى في السجون، ففي ولاية لويزيانا، على سبيل المثال، صدر قرار بحبس من يرتدي بنطالا، يظهر ملابسه التحتية بمدة ستة شهور، وغرامة قدرها 500 دولار. وهناك محاولات لفرض مثل هذه العقوبات، في مدن أخرى، ففي ترينتون، ونيوجيرسي، فإن القبض على من يرتدي هذا النوع من الأزياء يعني دفع غرامة كبيرة، إلى جانب القيام بأعمال لخدمة المجتمع، كمساعدة عمال الخدمات، ونقل القمامة، كما حظر مجلس الشيوخ الأمريكي ارتداء الطلاب لهذا البنطال، منخفض الوسط، ووافق على قانون جديد، يقضي بحرمان الطلاب الذين يرتدون تلك السراويل من الحضور إلى المدرسة. كما أصدرت مدينة ريفيرا بيتش، في فلوريدا، قانونها الخاص بهذه السراويل، وهو فرض عقوبة حدها الأقصى السجن ستين يومًا، لتكرار انتهاك القانون؛ الذي يحظر ارتداءها. وفي أطلانطا، تم تقديم مسودة قانون؛ لمنع البناطيل منخفضة الوسط، وقد تشمل العقوبة فرض غرامة، أو الخدمة الاجتماعية، لكن العقوبة لن تشمل السجن. ويختلف أساتذة الاجتماع وعلم النفس، في الأسباب التي تدفع الشباب- على اختلاف ثقافاتهم ومجتمعاتهم- وراء كل جديد وغريب، حتى إن وصل لحالة منفرة، وغير مفهومة، لكنهم يتفقون على أن مرحلة المراهقة، والرغبة في التمرد وبناء الشخصية، هي أهم الدوافع والأسباب.