أكد أستاذ علم الاجتماع في جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور عبدالرزاق الزهراني، أن التغيرات السريعة في المجتمعات العربية والعالمية هي السبب وراء تفشي ظواهر اجتماعية سلبية، مشيراً إلى أن مثل هذه الظواهر بدأت تظهر على مستوى العالم بعد الثورة الفرنسية التي انتشرت من خلالها ظواهر اجتماعية عدة. وأوضح الزهراني في حديث مع «الحياة» أن تقليد الآخرين في تصرفاتهم ومظاهرهم وغيرها من أمور التقليد هي إحدى قواعد الظواهر الاجتماعية التي تنم عن ضعف الشخصية وفقد الثقة بالنفس، لافتاً إلى أنها بدأت تنتشر في المجتمع السعودي، عبر اللباس الشاذ الذي لا يليق بالمسلم. وأشار إلى أن التعميم الصادر عن وزارة الداخلية القاضي بتعقب وتوقيف الشباب المخالفين في هيأتهم للمألوف كارتداء ملابس «طيحني» و«بابا سامحني» وتصفيف الشعر بطريقة «الكدش» إلى جانب استخدام ربطات الشعر سببه تطور هذه الظواهر بين الشباب، إذ يبدو أن الجهات الرسمية لم تتوقع أن تتطور مثل هذه الظاهرة في المجتمع إلى هذه الدرجة. وقال: «في السابق كانت تعاليم الإسلام والعادات والتقاليد تدخل في صميم التربية، أما في الوقت الحالي فأصبح ضبط الظواهر الاجتماعية في المجتمع السعودي لا يمكن، إلا عبر الجهات الرسمية، بإصدار التعاميم وضبط المخالفين وتوجيه الجهات المختصة للحد من الظواهر السلبية التي من الممكن أن تسيء إلى السعودية». ويأتي التعميم بعد أن شاعت بين بعض فئات الشباب بعض الموضات المخلة بالآداب العامة، كارتداء ملابس «طيحني» وتصفيف الشعر «الكدش» وغيرها من الظواهر الاجتماعية التي بدأ بعض الشباب بتقليدها بعد أن منعتها جهات دولية على مواطنيها. وكان مجلس الشيوخ في ولاية فلوريدا الأميركية وافق العام الماضي على مشروع قانون يقضي بحرمان الطلاب الذين يرتدون سراويل منخفضة الوسط موقتاً من الحضور للمدارس. ويقول مؤيدو مشروع قانون حرمان الطلاب من الدراسة في أميركا الجديد، إن المدارس لا تضع في بعض الأحيان نظاماً يحدد الملابس اللائقة، وإن الوالدين عادة ما يكونون غير مدركين لما يرتديه أبناؤهم لدى ذهابهم إلى المدرسة. ويرى صاحب فكرة مشروع القانون عضو مجلس الشيوخ في فلوريدا عن مدينة اورلاندو السيناتور الديموقراطي جاري سيبلين، أن تلك الموضة لها قصة، فهي كانت شائعة عن طريق فناني موسيقى الراب، بعد أن بدأت انطلاقتها وظهورها أولاً بين السجناء، وذلك كعلامة على تطلعهم إلى ممارسة الجنس. وأشار السيناتور إلى أن الهدف من توصيل هذه الفكرة إلى المجتمع هو تعريف الآخرين بأن «الموضة» التي انتشرت بين الشباب مصدرها غير جيد، مطالباً بأن تكون بيئة المدارس نموذجاً. كما أصدرت مدينة ريفيرا بيتش في فلوريدا قانونها الخاص بالبناطيل المنخفضة الوسط، بفرض عقوبة حدها الأقصى السجن 60 يوماً لتكرار انتهاك القانون الذي يحظر ارتداءها.