تأتي مشاركة المرأة السعودية في معارض الفن التشكيلي مكملةً للواجهة الحضارية للمملكة، فالمشهد التشكيلي النسائي السعودي له حضوره وتواجده سواء على المستوى المحلي أو الدولي، بل إن بدايات تواجد المرأة وحضورها من خلال هذا النشاط كان في أواخر الستينيات وتحديداً عام 1968م عندما اشتركت الفنانة التشكيلية القديرة/ صفية بن زقر مع رفيقة دربها الفنانة التشكيلية منيرة الموصلي في معرض تشكيلي مشترك أقيم في جدة وهي بذلك تكون بداية مقاربة للبداية الرجالية في هذا الطرح الجمالي. والمتابع للمسيرة التشكيلية السعودية بشكل عام يجد أن المرأة لها حضورها ومشاركتها الجادة، بل إن المعارض التنافسية والمسابقات يكون للمرأة فيها نصيب أوفر من الجوائز المخصصة للأعمال الفائزة. وما أسماء مثل صفية بن زقر، منيرة الموصلي، بدرية الناصر، شريفة السديري وغيرهن الكثير من الأسماء التشكيلية النسائية إلا ولها حضورها القوي والفاعل في الساحة التشكيلية سواء في الفعاليات المحلية أو الدولية. ومن المبدعات السعوديات في الفن التشكيلي الفنانة زهرة بوعلي التي احتفت مؤخرا قاعة «تراث الصحراء» في مدينة الخبر شرق المملكة، بمجموعة معرضها «بين روحين». وقدمت بوعلي في معرضها 63 عملا، من بينها كتاب مصغّر يعرض لأول مرة يحتوي على 10 محفورات ونصوص من تأليفها عن موقع أثري رمزي في مدينة الأحساء، مسقط رأسها. كما قدمت معلقات استوحتها من الميديا والصورة التي تفرضها اللحظة الراهنة على الإنسان أينما كان. وأحبت بوعلي الرسم مبكرا وعاشت طفولتها بمدينة الأحساء، وحصلت عام 1996 على بكالوريوس الفنون الجميلة من كندا، واهتمت في حياتها الفنية المبكرة برسم الوجوه القريبة منها ومن الذين عاشت بينهم وتركوا أثرا في ذاكرتها الإنسانية والبصرية. وشاركت في الكثير من المعارض المحلية والدولية، وقدمت عددا من المحاضرات والإسهامات الصحافية. وقد غلب على معارضها الأخيرة تسمياتها الإنسانية «سفر الحوار» 2003 في جدة، و«منمنمات» 2008 في البحرين. كما حصدت الفنانة التشكيلية السعودية غادة الحسن، المركز الأول في جائزة الدكتورة سعاد الصباح، التي تنظمها الجمعية الكويتية للثقافة والفنون، وذلك ضمن معرض ضم 150 عملا فنيًا لثمانين فنانًا وفنانة من دول الخليج العربي، حوت على تجارب مهمة، وشكلت تحديًا أمام الفنانة السعودية في أن تفوز بالمركز الأول مما جعل حصولها على جائزة المركز الأول مدعاة للبهجة والاعتزاز. كما شاركت الفنانة نجلاء محمد موسى السليم في 34 معرضاً على مستوى العالم، ومنها: معرض الرياض عاصمة الثقافة 2001، ومعرض الأيام الثقافية السعودية في أذربيجان، وأوزبكستان، والأسبوع الثقافي السعودي في الصين 2010، والأسبوع الثقافي السعودي في كازاخستان 2010. ودرست السليم الفن في أمريكا، بعد أن حصلت على بكالوريوس الكيمياء في جامعة الملك عبد العزيز، وشغلت مناصب عدة، منها عضوية جمعيتي: الفنون التشكيلية والثقافة والفنون، فضلاً عن جماعة ألوان، إلى جانب عملها في مكتب التربية والتعليم في الحرس الوطني، كمشرفة على التربية الفنية. وهذه النماذج المضيئة من الفنانات تعبر عن الموهبة العظيمة التي تتمتع بها المرأة السعودية في شتى المجالات.