توقفت المحادثات الامنية بين السودان وجنوب السودان بعد فشلهما في الاتفاق على منطقة منزوعة السلاح بمحاذاة حدودهما المتنازع عليها للمساعدة في منع انزلاق البلدين الي حرب. وأوشكت الحرب ان تقع بين البلدان المتجاورين عندما تحول نزاع حدودي في ابريل نيسان الى أسوأ اشتباكات منذ انفصال جنوب السودان عن الخرطوم في يوليو تموز من العام الماضي بمتقضى اتفاقية سلام وقعت في 2005 وأنهت ثلاثة عقود من الحرب الاهلية. وكان البلدان -اللذان يتبادلان الاتهام بدعم متمردين في اراضي البلد الاخر- قد عادا الى المفاوضات التي تجرى بوساطة الاتحاد الافريقي الاسبوع الماضي في أول محادثات مباشرة منذ الاشتباكات الحدودية. وبعد 10 أيام من المحادثات لم يتمكن الجانبان من الاتفاق على ترسيم منطقة عازلة منزوعة السلاح على طول حدودهما التي تمتد لمسافة 1800 كيلومتر. وإتهم وفد الخرطومجنوب السودان بتقديم مطالبات جديدة اهمها المطالبة بحقل هجليج النفطي الذي يشكل انتاجه اهمية حيوية لاقتصاد الجنوب المنهك. وكان الجيش الجنوبي قد احتل لفترة مؤقتة حقل هجليج اثناء القتال الاخير. وقال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين "الحدود ترتكز على خريطة كنا نستخدمها على مدى الاعوام الستة الماضية (منذ توقيع اتفاقية السلام) لكنهم (جنوب السودان) أدرجوا خمس مناطق داخل حدودهم." واضاف قائلا للصحفيين في اديس ابابا حيث عقدت المحادثات "نعتبر هذا عملا معاديا." ولدعم مطلبها اشارت الخرطوم الى حكم صدر في 2009 عن المحكمة الدائمة للتحكيم في لاهاي بشان أبيي وهي منطقة اخرى متنازع عليها. واصدرت المحكمة خرائط وضعت هجليج في الشمال. وتطعن جوبا في مطلب الخرطوم مشيرة الى خط حدود داخلي تم ترسيمه اثناء الحكم الاستعماري البريطاني الذي انتهي في 1956 والانتماء العرقي للسكان المحليين. ولم يصدر تعقيب فوري من جنوب السودان لكن اعضاء في وفد جوبا أكدوا انتهاء المحادثات بشان أمن الحدود دون التوصل لاتفاق وانه لم يتقرر موعد جديد لاستئنافها. ورغم عدم تحقيق تقدم قال حسين ان الجانبين كليهما جددا اثناء المحادثات تعهداتهما لإنهاء الأعمال العدائية.