شجب الاتحاد الأفريقي احتلال جنوب السودان لحقل نفطي في منطقة حدودية متنازع عليها مع السودان ووصفه بأنه غير قانوني وحث خصمي الحرب الأهلية السابقة على تفادي حرب “كارثية”.وجعلت الاشتباكات التي اندلعت هذا الأسبوع على الحدود التي لم يتم ترسيمها بدقة البلدين أقرب من أي وقت مضى إلى صراع مفتوح منذ ان انفصل جنوب السودان واستقل العام الماضي بموجب اتفاق سلام أنهى عقودا من الحرب المدمرة بين الشمال والجنوب،حسبما ذكرت رويترز. واستولى جنوب السودان على حقل هجليج النفطي يوم الثلاثاء مما أثار انتقادات دولية من بينها انتقاد نادر من الولاياتالمتحدة.ووصف السودان هذا التحرك بأنه “عدوان سافر” على سيادته وطالب القوات الجنوبية بالانسحاب الفوري وتوعد بالرد إذا لم تنسحب.ويزعم الجنوب أيضا السيادة على حقل هجليج، الذي يعد حيويا بالنسبة لاقتصاد السودان اذ ينتج نحو نصف إنتاجه اليومي من الخام والذي يبلغ 115 ألف برميل. وأعلن يوم الخميس والي جنوب كردفان في السودان احمد هارون ان إنتاج النفط الخام في حقل هجليج توقف تماما بسبب القتال وان الجيش السوداني يتعامل مع الوضع.وقال رامتان لامامرا مفوض مجلس السلام والآمن في الاتحاد الأفريقي ان المجلس يطالب “بانسحاب فوري غير مشروط” لقوات جنوب السودان من المنطقة. وقال للصحفيين في أعقاب اجتماع عقد الليلة الماضية “المجلس مستاء من احتلال القوات المسلحة لجنوب السودان غير القانوني وغير المقبول لهجليج الواقع الى الشمال من خط الحدود الذي اتفق عليه في الاول من يناير 1956 .”واستطرد “الشعور السائد داخل مجلس السلام والامن انه حان الوقت لان يظهر الزعيمان الزعامة المطلوبة حتى يتفادى البلدان حربا كارثية لا يحتاجها الشعبان.” ويشارك الاتحاد الافريقي في محادثات وساطة بين السودان وجنوب السودان حول المدفوعات النفطية وقضايا خلافية أخرى لكن الخرطوم انسحبت من المحادثات يوم الأربعاء الماضي بعد ان احتلت جوبا هجليج.وانضمت الأممالمتحدة أمس إلى الأصوات المطالبة بوقف القتال بين السودان وجنوب السودان. وطالب مجلس الأمن البلدين بوقف الاشتباكات الحدودية بينهما قائلا انها تنذر بتجدد الحرب.وشدد بيان للمجلس المؤلف من 15 دولة على ضرورة وقف الخرطوم للغارات الجوية وسحب جوبا لقواتها من حقل نفطي هام.وجاء في بيان لمجلس الامن “يطالب مجلس الامن بالانهاء الكامل والفوري وغير المشروط لكافة اشكال القتال وانسحاب “جيش جنوب السودان” من هجليج وانهاء القصف الجوي “من جانب الجيش السوداني” ووقف أعمال العنف المتكررة عبر الحدود بين السودان وجنوب السودان وانهاء دعم كل جانب للحرب بالوكالة في اراضي الدولة الاخرى.” وقال دفع الله الحاج علي عثمان سفير السودان بالاممالمتحدة ان على جنوب السودان الاستجابة لدعوة الاممالمتحدة. وقال للصحفيين انهم اذا لم يفعلوا فان السودان يحتفظ بحق الدفاع عن النفس وسيطرد قوات الجنوب بل سيضرب الجنوب في العمق. ودخل جنوب السودان -الذي انفصل في يوليو تموز من العام الماضي- في نزاع مرير مع الخرطوم بشأن مدفوعات نفطية وقضايا اخرى منها تقسيم الدين العام ووضع المواطنين الجنوبيين والشماليين في كل من السودان وجنوب السودان وترسيم الحدود المشتركة بدقة. والنفط من بين القضايا الشائكة بين البلدين. وأوقف جنوب السودان -وهو بلد ليس له أي منفذ بحري- انتاجه من النفط البالغ 350 الف برميل يوميا في يناير كانون الثاني بسبب خلاف بشان قيمة الرسوم التي يحصلها السودان مقابل تصدير النفط الخام عبر خطوط انابيب الشمال واستخدام بنيته التحتية.