في الساعة الثانية وخمس دقائق فجراً كان هناك 2000 مدفع بكافة الأنواع تقصف في لحظة واحدة المواقع الاسرائيلية على طول قناة السويس بطول 157 كم بمعدل 175قذيفة في الثانية وثلاث مئة طائرة حربية تقصف الأهداف الاسرائيلية وفي نفس تلك اللحظة على الجبهة السورية هنالك ألف دبابة تجتاح هضبة الجولان وعشرات الاف من الجنود يتقدمون داخل الجولان ويحتلون موقع جبل الشيخ الحَصين في الدقائق الأولى من الحرب كان هنالك 8000 جندي مصري يعبرون قناة السويس بالقوارب المطاطية للوصول إلى الضفة الشرقية وبعد 24 ساعة من بداية الحرب كان هنالك180 ألف جندي مصري وألف دبابة يجتاحون خط بارليف الحَصين وفي اليوم الأول من الهجوم المصري خسرت إسرائيل 30طائرة و 300 دبابة وسُحقت 3 ألوية مدرعة مشاة,بعد عبور القناة بدأ آلاف الجنود بتسلقِ الساتر الترابي بسلالم صنعت من الحبال حيثُ يحمل الجندي على ظهره مدافع تزيد أحياناً عن 50 كيلوجرام ومدافع المياه تفتح ثغرات في الساتر الترابي لتفتح الطريق للدبابات لتعبر على الجسور التي اعدت خصيصا لتمر عليها فوق قناة السويس ,وبعد ست ساعات كان خط بارليف الذي كتبت عنه الصحافة الاسرائيلية والعالمية أنه خط الدفاع الذي لا يقهر قدِ انهار.سمي خط بارليف على اسم وزير الدفاع آنذاك حاييم بارليف وهو عبارة عن ساتر ترابي على ارتفاع 20 متر على طول قناة السويس يمنع أي مركبةمن اجتيازه يتخلل هنقاط حصينة بها مواقع ودبابات ونقاط مراقبة تسمح بمشاهدة أي حركة للقوات المصرية المقابلة في حين تمتدميره في ست ساعات أَذهَلت الخبراء العسكريين وتُدَرس هذه الخطة العسكرية في الكليات الحربية حتى اليوم لتدلل على عبقرية العسكرية المصرية وشجاعة الجندي المصري العربي عندما يكون لديه قيادة حكيمة وإرادة قوية ويعطي الفرصة للتخطيط والقتال. توحد العرب في أكتوبر1973وتكاملوا وفي أكتوبر انهار موشيه دايان وزير الدفاع الأسطوري صاحب انتصارات ال67 وبكت جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل ,في اكتوبر شعرت اسرائيل ان خراب الهيكل قد أتى ,وفي هذه اللحظة تدخلت أمريكا بجسر جوي يصل للجبهة مباشرة يزود إسرائيل بأحدث الدبابات والطائرات في العالم واستخدمت أقمارها الصناعية لتصوير كل حركة للجيوش العربية على الجبهة لتعيد لإسرائيل توازنها وتمنع انهيارها بالكامل وتدخلت في مجلس الأمن وأصدرت قراراً بوقف الحرب وبعد عشرين يوماً توقفت الحرب وخسرت اسرائيل آلاف الجنود بين قتيل وجريح وآلاف الطائرات وانتصر العرب وسقطت أسطورة الجيش الذي لا يقهر. لقد كان أكتوبر ثمرة لست سنوات من الدم والدموع والعرق والجهد والتدريب الشاق والمتواصل على المعركة سخرت كل موارد مصر للمجهود الحربي وأجلت كل المشاريع المدنية والخدمية وقلصت السلع الاستهلاكية والتموينية للمواطن واصبحت بكوبونات, كنت لا تستطيع رؤية الفواكه المستوردة في الأسواق ومُنِع استيراد السلع الكمالية لتوفير الاحتياطي النقدي وتَحمَّل الشعب المصري والسوري هذه المعاناة بطيب خاطر فكلَّ شيء يهون من أجل أن يسترد الشعب كرامته وعزته في ظل الواقع العربي الذي نعيشه هذه الأيام ربما تظن الأجيال الشابة أن هذه القصة خيالية،هذه حقيقة معجزة أكتوبر وليست رواية خيالية.