كشفت وثيقة اجتماع عقدته الحكومة الإسرائيلية غداة اندلاع حرب أكتوبر 1973 أن وزير الدفاع في ذلك الحين موشيه ديان اقترح ترك الجنود الإسرائيليين الجرحى خلف الخطوط المصرية في سيناء والانسحاب إلى خط أمني خلفي، مؤكدة أنه كان في حالة هلع ويأس. ووفقا للوثيقة التي نشرها موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني أمس بمناسبة مرور37 عاما على الحرب، اقترح ديان انسحاب القوات الإسرائيلية من القناة وتراجع القوات الإسرائيلية إلى منطقة المضائق الواقعة على بعد 30 كلم من القناة والتخلي عن الجنود الجرحى الذين يصعب إخلاؤهم. وقال ديان إنه "في المكان الذي نتمكن فيه من الإخلاء سنقوم بالإخلاء (للجرحى) وفي المكان الذي لا يمكننا سنبقي الجرحى، ومن يقرر الاستسلام فليستسلم وعلينا أن نقول لهم لا يمكننا الوصول إليكم، حاولوا أن تخترقوا أو استسلموا". وتوقع أن يسخر العالم من إسرائيل بالقول إنها نمر من ورق بعد عدم قدرتها على الصمود في وجه القوات المصرية مما دفع رئيسة الحكومة غولدا مائير إلى القول "إنني لا أفهم أمرا واحدا.. لقد اعتقدت أنهم (أي القوات الإسرائيلية) بدؤوا بتوجيه ضربات لهم (أي للقوات المصرية) في اللحظة التي يعبرون فيها القناة (السويس) فما الذي حدث؟". ورد ديان قائلا "لقد سارت الدبابات وكان هناك غطاء مدفعي، ودباباتنا ضُربت والطائرات لم تتمكن من الاقتراب بسبب الصواريخ، وهناك ألف فوهة مدفع سمحت للدبابات (المصرية) بالعبور ومنعتنا من الاقتراب، وهذه طريقة حربية وخطة روسية فهم استعدوا طوال ثلاث سنوات". وأضاف أن هذا ليس الوقت المناسب لمحاسبة الذات، إذ لم أقدر جيدا قوة العدو ووزنه القتالي وبالغت في تقدير قواتنا وقدرتها على الصمود، والعرب يحاربون بشكل أفضل بكثير من السابق ولديهم سلاح كثير وهم يضربون دباباتنا بسلاح شخصي. وقال إن العرب يريدون الذهاب (أي السيطرة) على كل أرض إسرائيل، في حين ردت عليه غولدا مائير بأن هذه الحرب الثانية منذ العام 1948". وتابع ديان أن هذه حرب على أرض إسرائيل والعرب لن يوقفوا الحرب، وإذا توقفوا ووافقوا على وقف إطلاق نار فإنهم قد يشنون حربا أخرى.. لقد جاؤوا إلى حرب على كل أرض إسرائيل، وإذا انسحبنا من هضبة الجولان فإن هذا لن يحل شيئا".