في كل عام تمر ذكرى جريمة إحراق المسجد الأقصى المبارك على أمتنا العربية الإسلامية مرور الكرام، دون أن يحركوا ساكنا تجاه القدس والمسجد الأقصى اللذين يتعرضان يوميا لجرائم التهويد والتدمير الصهيوني، حيث تواصل جرافات الاحتلال الإسرائيلي الحفر أسفل أساسات المسجد الأقصى المبارك دون حسيب أو رقيب، فيما تزداد أعمال الحفر " الإسرائيلية " أسفل أساسات المسجد الأقصى المبارك، كما تتواصل عمليات بناء المئات من الوحدات الاستطيانية في القدسالمحتلة.تمر على الأمة الإسلامية ذكرى حريق الأقصى وأنظار الأمة الإسلامية متوجهة نحو ما يحدث من أحداث دامية في كل من مصر والشام اللتين تشكلان قلب الوطن العربي ومركز التحرك فيه، حيث تتعرض مصر الكنانة لتخطيط يهدف إلى تمزيقها وإشعال نار الفتنة فيها وإشغال أبناء الأمة العربية والإسلامية عن التفكير في تحرير القدس والمسجد الأقصى، وحرف بوصلة الجهاد والمقاومة، كما تهدف المخططات للعبث في أمن مصر وهدم وتقويض مقومات وأركان الدولة المصرية والقضاء على عوامل البناء والنهضة لهذا البلد العظيم، و تتعاظم المؤامرات يوميا على الدولة المصرية بهدف إفشال كافة مخططات النهضة والتطوير وعودة مصر لدورها التاريخي المؤثر في وطننا العربي. تمر الذكرى ال44 لحريق المسجد الأقصى ومازالت بلاد الشام تئن تحت وطأة الحرب اليومية والمجازر الدامية التي يرتكبها النظام السوري بحق أبناء شعبه، فيما تزداد يوميا أعداد القتلى والجرحى والمشردين، ويزداد الخراب والدمار في الشام والذي يحتاج لسنوات طويلة من أجل إعادة إعمار الشام.. تمر ذكرى حريق المسجد الأقصى ومازالت كل من تونس وليبيا تعيش مخاض الربيع العربي، وإعادة البناء والنهضة ولم تتعافَ هذه البلاد بعد منذ سقوط الأنظمة الحاكمة، فالأوضاع السياسية في تونس وليبيا مضطربة وليست على حالها وسط ما تشهده البلاد من تطورات يومية متلاحقة، أما لبنان فهي تعيش كل يوم أحداثا سياسية جديدة فضلا عن الأوضاع الأمنية التي تشهد تدهورا كبيرا بسبب التفجيرات التي تحدث بين الفينة والأخرى والسعي لإقحام المخيمات الفلسطينية في الأحداث في لبنان. مرت 44 عاما على ذكرى حريق المسجد الأقصى المبارك، وخارطة الوطن العربي تشهد تغيرات وتطورات متسارعة من مصر إلى سوريا إلى لبنان ثم تونس وليبيا وغيرها من بلدان الوطن العربي، وإن هذه الأحداث الداخلية تلقي بظلالها وتأثيراتها الكبيرة على شعوبنا العربية بل وتحرف البوصلة عن قضية تحرير فلسطين وكنس الاحتلال الإسرائيلي عن وطننا العربي. أمام خارطة الوطن العربي السياسية والأوضاع الصعبة التي تحياها معظم بلادنا العربية تزداد يوميا الهجمة الشرسة على القدس والمسجد الأقصى، حيث تتعرض المدينة المقدسة يوميا لجرائم التهويد والتدمير من أجل تحقيق الحلم الصهيوني بهدم القدس وإقامة الهيكل المزعوم، كما تتعرض آثار القدس وتاريخها للتهويد والتزييف والتدمير من قبل العدو الصهيوني، كما تعمل المؤسسة الصهيونية على تنظيم جولات يومية لليهود في باحات المسجد الأقصى، فضلا عن الاعتداءات اليومية على المقدسين وطلاب العلم في المسجد الأقصى. في ذكرى إحراق المسجد الأقصى.. أوجه رسالتي لقيادات وزعماء الأمة العربية والإسلامية وأحرارها أن أنقذوا القدس والأقصى قبل هدمهما فهما بحاجة ماسة إلى تكثيف سبل ووسائل الدعم العربي والإسلامي لمواجهة المخاطر اليومية المحدقة بالمسجد الأقصى والوقوف في وجه المؤامرات والمخططات العنصرية الصهيونية الهادفة لتهويد القدس، كما أن القدس بحاجة ماسة إلى تعميق أواصر الوحدة والوئام في وطننا العربي من أجل التفرغ لتحريرها من دنس المحتلين وإعادتها إلى حاضرة الدولة الإسلامية.