(1) لا أدري إلى أين يتجه هذا العالم العربي المجنون ؟ ففي شاشات التلفاز لا نرى سوى الدماء , ولا نسمع سوى الضجيج والصياح والنياح وأصوات الطلقات والرشاشات والقنابل التي تعبث بالمكان والزمان والإنسان ! (2) بالرغم من تاريخ البشرية "الأسود" العامر بالحروب والنزاعات والصراعات ودماء الأبرياء والأشلاء المنثورة في كل مكان , إلا أن الأوضاع الحالية في الساحات العربية لا تبعث على التفاؤل على الإطلاق ! فمهما حاولنا تفسير ما يحدث وتحليل أسباب الصراعات في المنطقة العربية المضربة سنجد أن الأمور أصبحت مفتوحة على كل الاحتمالات , وبات ليس بالإمكان تحديد خط سيرها واتجاهها الذي يتطور من سيء إلى أسوأ و إلى أجل غير معلوم ! (3) وقبل أن أنسى كعادتي ,, أريد أن اخبركم بأني أكتب اليوم لكم وأنا "مُتربعة" على كوكب المريخ الهادئ والجميل بعدما قررت أن أترك لكم كوكب الأرض لتشبعوه ركلاً وركضاً وراء المصالح الأهم في محيطكم من (الإنسان). لذا حزمت أمتعتي وحقائبي وسافرت في رحلة قصيرة لم تستغرق مني الكثير من المجهود أو الوقت. فلقد آثرت الرحيل على البقاء في هذا الكوكب المُضرب , المليء بالحروب والبحور من الدماء المسفكة على الشوارع والأسفلت وبقاع الطريق ! (4) في الواقع لا شيء يشعر المرء بالأسى أكثر من مناظر الدم المُراقة في كل مكان في هذا العالم الغريب الذي أصبحت فيه قيمة التبن و"الإبل" والمصالح تفوق قيمة الإنسان ! ولأن الوضع العربي أصبح يثير الغثيان , لهذا تركت أمر هذه الأرض المزعجة لأعيش السلام ولو بالخيال. وإلى أن يقضي الله أمراً مفعولاً في حال هذا العالم اسأله الرحمة والرأفة بالأبرياء الذين يدفعون ثمن شرور الأنفس الدنيئة. rzamka@ [email protected]