أمر مؤسف حقاً أن تنعدم في الإنسان أقل معاني الإنسانية و الشفقة و الرحمة ، فلا يكترث بمشاعر الآخرين و لا يهتم اطلاقاً لأحاسيسهم و أوجاعهم و همومهم حتى يصبح كلعنة تحل عليهم وهم لا يستحقون. ترى هل أصبح عالمنا وعصرنا هذا الذي نعيش فيه عالماً بلا رحمة ؟! خصوصاً و أن التخلف و الأنانية وحب التسيد قد كثُر فيه حتى أصاب البعض بالعمى في البصر و البصيرة و ماعادت قلوبهم تحمل ذرة من الرحمة ! ساءني كثيراً خبر طرد مجموعة من ابناء جمعية «إنسان» للأيتام من ملعب الملك فهد الدولي بمدينة الرياض ،عندما أرادوا المشاركة في الدخول مع فريقي النصر و الأهلي بدون ابداء أي أسباب واضحه لذلك و تعرضهم للطرد مرتين على التوالي في حين أنهم كانوا مبتهجين ويتمنون حضور المباراة حاملين صوراً لخادم الحرمين الشريفين أبونا عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- احتفالاً بالذكرى الثامنة لمبايعته. فأي قلبٍ قاسٍ و بلا رحمة هذا الذي استطاع منعهم من الدخول و كسر فرحتهم بعدم السماح لهم بالمشاركة و حضور المباراة ؟ ولماذا لم تهتم إدارة الملعب بوضعهم و ترأف بحالهم و لا تقهرهم على أمر لا يستحق كل هذا العناء ، بل كان على الأجدر بهم الاحتفاء بهؤلاء الأيتام و إدخال الفرح و البهجة و السرور على قلوبهم الصغيرة بدلاً من منعهم وقهرهم بتلك الصورة المقرفة التي لا تحمل و لا تعرف من الإنسانية شيئاً ! أتمنى من المسؤولين معاقبة الشخص المعني والمخول والمسؤول في إدارة الملعب لافتقاره لأبسط معاني الإنسانية و الرحمة و الروح الرياضية التي يجب أن يتحلى بها كل رياضي و إداري مسؤول في رعاية الشباب. لأن الرحمة اذا انعدمت من قلوب العالمين لن يصبح و لن يمسي هذا العالم بسلام ، و سوف نأكل بعضنا البعض و قد يصبح لون السماء حمراء من شدة القساوة و الظلم و (أما اليتيم فلا تقهر). فرفقاً بالبشر و رفقاً بقلوب الأيتام فقد حرمهم القدر من أغلى البشر فلا تكونوا أنتم و الزمان عليهم ، فإذا قست القلوب وانعدمت معاني الرحمة والرأفة و التسامح فقل على الدنيا السلام. @rzamka [email protected]