للعام الثالث على التوالي يقام في مدينة أبها محفل يجمع الناس بمختلف مشاربهم وأعمارهم حول مائدة الحُبّ والإخاء والوفاء والذاكرة العامرة بماض عايشته هذه المدينة الحالمة على مر العصور. بات التاسع من كل رمضان موعد يجتمع فيه الكل ويجمع حوله الكل؛ حتى أن هناك من يشد إليه الرحال من مناطق المملكة المختلفة, للفوز برؤية صديق غيبته مشاغل الحياة أو أقعده عجز أو مرض . توالى نجاح هذه الفعالية الشعبية لأنها ولدت من فكرة عاشقة للمكان وأهله؛ فكرة قام عليها ثلة من الرجال الأوفياء؛ بإمكانات متواضعة,حسبهم في ذلك صدق القول والإخلاص للبهية أبها. لو أن جهة رسمية أو ثقافية تبنت مثل هذا العمل الزاهي لملأت صفحات الجرائد وشاشات التلفاز قبل الفعالية وبعدها بعشرات التصريحات التي توحي أن الجهد خارق ولا شي يضاهي التعب الذي أصاب القائمين عليه ! عمل الرجال بصمت وأنجزوا فعالية ذكرت الحضور بالوجه الحضاري والاحتفائي لأبها الذي كادت تغيب بسمته وسماته؛ أضاءت " اتاريك القاز " ذاكرة الجمع وجاء معها شارع الربوع الأشهر الذي غاب كغيره من المسميات الجميلة من على شجرة المسميات الجديدة لشوارع أبها ! التي كنت وما زلت أتمنى أن تتسع وتجود بشارع باسم أحمد بن سعد وآخر لهاشم النعمي ومثله لعلي آل علوان وعلي آل عمر؛ وغيرهم كثر ممن قدم لهذا الوطن على امتداده من الجهد والعطاء ما يستحقون به أن تخلد للأجيال ذكراهم العطرة ! لكنها أسماء غابت أو تاهت بين الأسماء الحديثة مثل جيبوتي وطهران ونحوها ! شكرا: أحمد وتركي وحسن وحسين وعبدالله وعبد العزيز ومحمد ومعيض.شكراً ملء قلوبكم البيضاء وأكثر . همسة: في عامكم القادم بإذن الله أرجو أن تضيفوا لفعاليتكم رصد للمحتاجين في مدينتكم وتوزيع عناوينهم سراً على الميسورين من الحضور وهم كثر لتصلهم نفحات البهجة التي صنعتموها إلى بيوتهم.