دعوة نبيلة تلك التي أطلقها رئيس نادي أبها الأدبي أنور آل خليل بمناشدته المسؤولين في منطقة عسير، ممثلة في أمانتها، بأن تخلد ذكرى المؤرخ الشيخ هاشم النعمي بإطلاق اسمه على أي من معالم أبها، مؤكداً خلال الأمسية التأبينية لتخليد ذكرى النعمي التي أقامها أدبي أبها الثلاثاء الماضي، وأدارها أحمد ثابت، أن هذا التكريم يجب ألا يقتصر على النعمي فقط، وأن هناك العديد ممن يستحقون التكريم كعلي عمر عسيري، وعلي علوان، وعبدالله الحميّد، وسعيد الغماز، وغيرهم. في الأمسية وضح أحد أبناء الشيخ النعمي أنه كان يكتب الشعر بشكل غير معلن، وأنه سيصدر ديوانا يحوي 30 قصيدة بعنوان "الدرر المقفرة"، ثم ألقى قصيدة رثاء تحدث فيها عن حزنه لفقد والده، مشيرا إلى أنه كتبها أيام العزاء عندما رأى مكان والده خاليا. عقب ذلك ألقى الشيخ محمد الحديثي كلمة أشار فيها إلى أن أول لقاء جمعه بالشيخ النعمي كان عند زيارة الأخير لوالده إبراهيم الحديثي. وقال الحديثي "إن النعمي بدأ حياته العلمية في بيت علم ودين، وكان والده من علماء ومشايخ المنطقة، كما لازم الشيخ الوابل رئيس محاكم عسير، ثم انتقل إلى محاكم رجال ألمع، وبعد ذلك صدر قرار بنقله إلى المحكمة المستعجلة بأبها، وهنا كان احتكاكي به بشكل يومي وكنا نتشاور في القضايا التي كانت بين أيدينا، وقد استفدت أنا وزملائي من آرائه، رحمه الله". أمين عام دارة الملك عبدالعزيز الدكتور فهد السماري أوضح أن كتاب "تاريخ عسير" يوحي للقارئ بمدى العلم والحق اليقين الذي كان يتحلى به الشيخ النعمي، مؤكدا أنه خدم الدين والقضاء والتاريخ ولم يبحث عن الضوء، بل إنه كان يمر بين القبائل والناس ليطرحوا عليه قضاياهم وكانوا يقبلون بحكمه، مضيفا أن النعمي كتب معلومات موثقة ومحققة عن منطقة عسير "وهي من أروع ما قرأته". وقال السماري "إن النعمي كان ينقل القارئ من رؤية سائدة إلى صورة واضحة، وتحدث عن المواطن السعودي بصفة عامة والعسيري بصفة خاصة"، مؤكدا إسهامه البارز في كل المجالات والتراجم والأنساب. وأشار السماري إلى أن دارة الملك عبدالعزيز ستقوم بالشراكة مع نادي أبها الأدبي بجمع ما قام به الشيخ النعمي من مخطوطات ومؤلفات بالتعاون مع أسرته، حيث ستخصص مكتبة لخدمة الباحثين على مستوى المملكة وعسير بشكل خاص. وقال الدكتور سعد العثمان "أعدكم أنا شخصيا بأن موضوع الشيخ النعمي سيكون إحدى رسائل الماجستير التي ستقدم في القريب العاجل بإذن الله"، مطالبا "الدارة" بأن يكون لعسير مركز للتاريخ، كما هو في الرياض ومكة والمدينة والشرقية، فأجاب السماري بالقول "ليس سرا ما سأقوله الآن، فصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز والدارة قائمون الآن بدراسة لإنشاء المركز وسيتم العمل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة بإذن الله، وسيكون مرتبطاً مع جامعة الملك خالد والنادي الأدبي بأبها"، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا سيعقد مع أمير منطقة عسير بهذا الخصوص.