يتجدد الحديث مع التطورات المشتعلة في مصر، فمنذ عزل الرئيس الإخواني مرسي ، اصيبت جماعته بلوثة صرع دموية تزداد يومًا بعد يوم إلى حد الجنون، بعدائهم لكل شيء في مصر الدولة شعبًا وجيشًا، خاصة بعد أن ضاق عليهم الخناق بتجميد حسابات القيادات المتورطة والتطرفة في هذا التيار، والاتهامات الموثقة صوتًا وصورة بالقتل والتخابر مع الخارج ضد سيادة البلاد. فبعد عام من فشل ذريع جلب الانقسام والانهيار واستباحة مصر للتدخل الخارجي وتنظيمات الإرهاب، جاء سقوط الإخوان بمثابة زلزال هائل لهم داخليًا، وتوابعه المؤثرة إقليميًا ودوليًا خاصة في دول الثورات التي شهدت صعود ذلك التيار (الاخطبوطي) أو حتى التماهي معه كما هو الحال في تركيا، في الوقت الذي تكثف فيه واشنطن ضغوطها الهائلة على مصر لإرباك المرحلة الانتقالية. عموما ردود فعل الإخوان تزداد عصبية وجنونا في الشارع رغم الصيام والقيام، وتصر قياداتهم على الصدام المباشر مع الجيش في أكثر من موقع، وإطلاق يد الجماعات والتنظيمات الإرهابية، وهكذا تكتب الجماعة نهايتها السوداء بأيديها كتنظيم يناقض مفهوم الدولة الوطنية، ولا يعترف بحدود الوطن ولا بسيادة الدولة، لتسقط تلك الجماعة الثعلبية التي تاجرت بالدين عقودًا طويلة للوصول إلى غاياتهم بالحكم، في عملية خداع ماكرة تجلت في الإصرار على إضعاف الدولة للسيطرة عليها، ومن ثم العداء لكل من يخالفهم أو يقف في طريق مخططهم الجهنمي. هذا ما حدث من الاخوان ويحدث حاليًا بالحشود العدائية السافرة ضد الدولة ، خاصة الجيش باعتباره عدوهم التقليدي . وفي الأيام الأخيرة رفعوا سقف التحريض ضده وضد وقيادته وظهور مصطلحات جديدة تقع تحت جرائم (الخيانة العظمى) في محاولة جادة لشق صف الجيش واستفزازه عبر ترديد هتافات خبيثة منها كلمات (جنود السيسي) ووصلات وفقرات سباب ميدانية قبل الافطار وبعده وعقب التراويح ، بألفاظ لا يصح ذكرها ، لكن القيادات الإخوانية ازداد سعارها كلما اقترب جلبهم للعدالة.إن تجربة الإخوان الفاشلة في الحكم فضحت تفاصيل كثيرة، وكلما ارتفع جنونهم في الشارع للضغط نحو مخرج سياسي لنهايتهم التي كتبوها بأيديهم، كلما ظلت بعض الأسئلة الصعبة شوكة في حلوقهم. هل من الإسلام تمرير وتشجيع فتاوى تكفير بحق آخرين بمجرد أنهم معارضون؟ وهل من الإسلام استهداف الجيش الوطني، وتحريض قوى أجنبية للتدخل في شؤون بلادهم؟ وهل من الإسلام الدفع بحرب أهلية على طريقة (عليّ وعلى أعدائي!) وتغرير أتباعهم المغيبين بالجهاد والشهادة ضد شركاء الوطن؟ وأخيرًا: هل جماعة تسمي نفسها ب (المسلمون) يعقل أن تكون غطاءً لتنظيمات إرهابية مطلوبة دوليًا لتكون ذراعها في معركتهم ضد وطنهم وهو ما يحدث في سيناء دون حرمة للدماء؟!.إنها حالة يأس لجماعة تتخبط ولاتتورع عن فعل أية مأساة، والأيام حبلى بسيناريوهات أخطر ، تستدعي حسم الدولة المصرية لأمر حماقات خرقاء تختطف الدين وتتاجر به، ولا تعرف للأوطان قيمة، وينطبق عليها قول الشاعر: (يخطئ من ظن يوما ... أن للثعلب دينا).