عاشت مصر أيامها الأخيرة في بهرج من الفرح كأنها كانت متعطشة – لأيام الفرح – الذي غاب عن عيونها فأرمدها ذلك – السهر – وجمد الدمع في أحداقها ذلك "العسف" الذي عاشته. مصر تلك "العروس" التي تحني كفيها وتمشط جدائل شعرها على شاطئ نيلها ذلك النيل الذي غدا لعبة في أيدي الآخرين بعد أن أقفلت فؤادها عنه كل هذه السنين تاركة للعابثين يحاولون حجبه عن واديها الأشم. مصر تلك – البهية – التي انبعثت من وهدتها اسمع شاعرها وهو يقول لها في لحظة انتصار الذي أتى بعد صبر وكفاح: يا ام الصابرين .. تهنا وإلتقينا يا ام الصابرين .. ع الألم عدينا يا مصر يا امنا يا مصر يا ارضنا يا مصر يا حبنا يا مصر يا عشقنا مشينا وجينا للأمل عدينا يا ورد الحرية يا مضلل علينا من دهبك لبسنى العقد حبيبى من نيلك سقانى الشهد حبيبى من قمحك وكلنى اللقمة حبيبى من صبرك علمنى الحكمة حبيبى يا مصر يا امنا يا مصر يا ارضنا يا مصر يا حبنا يا مصر يا عشقنا بهذا الخطاب.. يا مصر يا عشقنا.. يا مصر يا أمنا استدعي تلك الروائية جاذبية صدقي بعنوان روايتها – أمنا الأرض – نعم إن الأرض هي الدرة التي تدور عليها أصوات أبنائها وتتفلح أقدامهم وهم يفلحون أرضها .. أسمع ما يقول شاعرها: مواصلاً تهجيه لحروف محبتها. من قصصك غنالي حكاتي حبيبي من وردك ذوقلي مرايتي حبيبي من قطنك غزللي توبي حبيبي من أملك فسر مكتوبي حبيبي يا مصر يا امنا يا مصر يا ارضنا يا مصر يا حبنا يا مصر يا عشقنا من خيرك ميل وإداني حبيبي من حبك علمنى إيماني حبيبي من أرضك أهدانى زهرة حبيبي من فجرك فرحنى ببكرة حبيبي يا مصر يا امنا يا مصر يا ارضنا يا مصر يا حبنا يا مصر يا عشقنا إنه ذلك الحالم الذي يمسك بناءه على الشاطئ ويغرد به فرحه على كل ما حوله مسمع الدنيا نشيده المجروح الذائب في تلابيب الأرض. أو ذلك وهو يشد بقوسه على ربابته في لحظة شوق اسمعه وهو يقول: حلوة بلادي السمرة بلادي الحرة بلااااااادي وآنا ااااااا على الربابة بغني م املكش غير إني اغني وأقول تعيشي يا مصر وآنا ااااااا على الربابة بغني م املكش غير غنوة أمل للجنود أمل للنصر ليكي يا مصر كأن شاعرها ذاك المفتون بها لا يرى الدنيا إلا من خلالها فهو شديد الوله بها ومن أجلها قال ذلك الوصف العجيب: ما شافش الأمل في عيون الولاد وصبايا البلد ولا شاف العمل سهران في البلاد والعزم إتولد ولا شاف النيل فأحضان الشجر ولا سمع مواويل فليالي القمر أصله ما عداش على مصر يا حبيبتي يا مصر ما شافش الرجال.. السمر الشداد فوق كل المحن ولا شاف العناد في عيون الولاد وتحدي الزمن ولا شاف إصرار في عيون البشر بيقول أحرار ولازم ننتصر أصله ما عداش على مصر يا حبيبتي يا مصر إنه الوله بالأرض الذي جعله يحدد كل هذا إذا هو لم يعدِ على مصر .. اسمع الآخر وهو يقول: في ميعادك يتلموا ولادك يا بلادنا وتعود أعيادنا والغايب ما طقش بعادك يرجع يخدك بالأحضان بالأحضان يا حبيبتي يا أمي يا بلادي يا غنوة في دمي على صدرك ارتاح من همي وبأمرك أشعلها نيران هكذا هو ذلك المصري الذي يتغنى ببلاده إنه ذلك العصي على كل الصعاب.. فهو مهما تغرب وبعد تظل هي هاجسه الذي لا ينام. يا ما لفيت بلدان متغرب وأنا دمي بحبك متشرب ابعد عنك قلبي يقرب ويرفرف ع النيل عطشان.. بالأحضان ياما شفتك على البعد عظيمة يا بلادي يا حرة يا كريمة وزعيمك خلاكي زعيمة في طريق الخير والعمران اتقويت ورفعت الرأس وبكيت فرحة وشوق وحماس وبقيت ماشي في وسط الناس متباهي بوطني وفرحان نعم إن ذلك – المصري – الولهان بها لا بد أن يعصر ما بداخله حباً لها وفداء من أجلها فهي الحانية عليه وهي الملاذ له هكذا أتصوره وهكذا أتخيله. إنها – بهية – تلك المصرية التي نأمل أن تعيش الفرح وأن تغسل من على جبينها كل الكدر.. إنها مصر العربية التي هي من العروبة في مكانها الأهم: مصر هي أمي نيلها هو دمي شمسها ف سماري شكلها ف ملامحي وإن كان لوني قمحي ده من فضل مصر