سقطت بغداد .. ومازالت تئن، وما زلنا نبكي فراقها .. وغربتها امتدت طويلا ..ودمشق .. تغوص بحقد في دماء ابنائها .. ومصيرها بين العمائم واصدقاء الشعب والسلاح ..ومدن الخوف "الكبرى" ماتزال ترقب فجرا سوف يأتي " والذي خبث لا يخرج الا نكدا" ولكنه بعيد، آماله معقودة بالوطنيين الشرفاء فقط .. بعض المدن العربية اليوم مثل مدن المنفى "والفقد" وحيدة، كئيبة، حزينة، غارقة في شهوة السلطة، وتساقط القتلى لاننا لم نعد نرى فيها الا " ما اريكم الا ما ارى " نسيت مشاعل التنوير، وحقوق الآخرين عن قصد وتعمد وبإصرار، وتناست حق الاختلاف، فقط لاننا لم نعد نبصر او نحيا الامل ..كل مدن الخلاف والاختلاف تكتب تاريخها اليوم بوجهتي نظركما اعتقد، لن يتسلط عليها جبار منتصر، ولن تركن بخنوع الى ذل الهزيمة مفتعل، بفضل وسائل الاتصال الحديثة والمتطورة، لن يكتب تاريخ النضال بكذب، ربما لاول مرة في تاريخنا (الاسلامي والعربي) يكتب التاريخ نفسه بحياد . اللهم آمنا في اوطاننا .. يقول "الفلسطيني" خيري منصور .. ياشمس ياحرة عودي غدا في الليل اعرسنا مرة والكأس دمع الخيل الأمواج لا ولن تتشابه على رغم تتابعها مرارا وتكرارا، تبقى متغيرة ، قليل الحب لا يكفيها، وكثيرة قد – وربما يغيرها، حياة أخرى في الامواج تتشابه ابجدياتها، وتختلف تفاصيلها، يبقى الزمن منها والهزيمة فيها وشيب شعر الرأس مسألة حظ .. قلوبنا لا تعرف المقت، "الى كل اولئك الذين كلما تقدم بهم العمر ازدادوا يقينا ان القادم أفضل" ولها وحدها سلطة النسيان او نقيضه، وان فتحت مغاليقها صعب ان تؤصد في وجوه النبلاء، لكنها قلوب البشر تصدأ احيانا بالصد والهجران والعتب، ولكن انت " لاتوحش النفس بخوف الظنون وأغنم من الحاضر آمن اليقين – الخيام" وكما ذهب العراقي "المنسي" عبدالرحمن طهمازي .. " انت أججت التضاريس وسويت ثياب الامهات ملجأ للحجر .... " يسألونك دائما عما تملك، وليس ما فقدت .. على رغم انكم نتيجة الفقد، أليست معادلة تستحق الرثاء .. ربما نلتقي يوما على ضفاف ود، بعد ان تعود نباتات الحقل الى السمو على الأرض، وتعلم يقينا اننا شركاء الحرث، والوجد والذكريات والغد الآتي من بعيد، وتعود سورية الى اهلها تحصي جراحها، ومحبيها وتتطلع الى غد لا يشرق بخوف من السيد الجليل سيادة الرئيس ..