دخل مزرعته وشاهد زرعها قد عبث به فساداً فشاهد ذلك "الثور" وهو يقوم بالعبث في تلك المزروعات فاستشاط غضباً فراح ممسكاً "بالسوط"، وأخذ في جلد "الثور المربوط الآخر" فقال له صاحبه لماذا تضرب هذا المربوط.. وهو لم يفعل شيئاً في المزرعة، وأن "الثور" الثاني هو المستحق للعقاب القاسي هذا؟ فنظر إليه وهو يقول بكثير من الهدوء إن هذا المربوط ألعن من ذلك المنفلت. هذه القصة التي تحمل من الرمزية مغزاها إذا ما أردت أن تطبقها على "الإنسان" تجد أنها تمثل واقعاً مريراً فكم نشاهد ونعايش واحداً متمرداً أو أهوجاً لكنه يحمل قلباً قريباً من الطيبة، وهناك آخر تراه - ساكناً - هادئاً لكنه يحمل من الغل أقساه، ومن الحقد أسوده لكنك لا تستطيع أن تكتشف هذا فيه طالماً هو ساكت وتحسبه على "نياته". نعم أن الناس أجناس ألم يقولوا الناس معادن ومن المعادن ناس.. وعليك أن تحاول أن تختار ما يرتاح إليه قلبك فهو لا يكذبك أبداً.. لكنك أنت الذي لم تصدقه واخترت بخيالك فلا تلمه ولوم خيالك أيها اللبيب. فكم واحد فينا عرف كيف يفصل بين ذلك المربوط والآخر المنفلت.