أتى انتصار الدكتور الإصلاحي حسن روحاني في الانتخابات الرئاسية الإيرانية وحصوله على كرسي الرئاسة من الجولة الأولى للانتخابات في دولة لديها من المشاكل الداخلية ما يفوق أزماتها الخارجية مع جيرانها في الخليج والمجتمع الدولي ليمثل بادرة أمل لشعب إيران الذي دفعته رغبته الحقيقية في الإصلاح إلى إنتخاب روحاني بالإضافة لكونها بشارة خير لشعوب المنطقة والعالم , لطالما كانت السياسة الإيرانية الخارجية مرتبطة بالعديد من المشاكل وخلق الأزمات لكنها الآن أمام فرصة حقيقية لمد يد السلام إلى المجتمع الدولي من خلال الرئيس الجديد حسن روحاني. وكان روحاني قد تعهد بإجراء إصلاحات وإطلاق سراح السجناء السياسيين وضمان الحقوق المدنية والتعهد باستعادة "كرامة البلاد" وهو في ذلك يعترف بسوء ما قامت به حكومة نجاد طوال ثمانية أعوام التي أقحمت إيران في مشاكل لا حصر لها مع المجتمع الدولي , كما أن روحاني وبحسب صحيفة إيرانية قام خلال مناظرة سياسية بين المرشحين الرئاسيين بإثارة عدد من القضايا الحساسة مثل المواجهة مع الغرب بخصوص الملف النووي وتردي علاقات إيران دولياً والوضع المتردي للاقتصاد الإيراني وعزلة طهران عن المجتمع الدولي , وتعهد أيضاً باستعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة التي قطعت علاقاتها مع إيران في أعقاب هجوم طلاب إسلاميين على السفارة الأمريكية في طهران عام 1979م .روحاني لمن لا يعرفه هو رجل سياسي يملك شهادة الدكتوراة في القانون وقد حصل عليها من جامعة غلاسكو الأسكتلندية بالإضافة لإجادته اللغات الإنجليزية والعربية والألمانية والروسية والفرنسية أيضاً , وقد كان الترحيب الدولي بفوز روحاني بمنصب الرئاسة الإيرانية حميمياً وهو يعكس بالطبع تطلعات معظم دول العالم بأن يكون روحاني ربان سفينة التغيير الداخلي والخارجي لدولة كبيرة مثل إيران , فهل سينجح في ذلك أم أن هناك من سيضع له آلاف العراقيل من داخل إيران ؟ لننتظر ونرى .