إنها المرأة الوحيدة التي لقبها العالم أجمع ب«المرأة الحديدية».. لأنها تجيد إظهار القوى الإيجابية من شخصيتها في عالم لا يسع غير الأقوياء النابهين، لها في الحياة كلمة وموقف ضمنا لها الوجود الأبدي في قلوب الناس وعقولهم: رصينة، هادئة، حاسمة القرارات، واسعة المعرفة وغزيرة الخبرة السياسية، مسيطرة على المشكلات مهما كانت صعوبتها، لا تحقق مكاسب سريعة على حساب مبادئها وقيمها ومعتقدانها، تغرس الحماسة والإيمان في النفس والأمان في كل من تعامل معها، تفكر بشكل إبداعي غير مألوف، وتنظر للأمور من زاوية جديدة، وتبحث عن الأفضل في كل الاختيارات المتاحة أمامها، لا تحلل الأحداث وتبعاتها أو تصفها فقط، بل وتعطي أحكاما قيمية ومعيارية، كذلك. لقد فقدت إنكلترا زعيمة عظيمة تميزت باستخدام السياسة وأدواتها من حصار اقتصادي أو ضغوط سياسية أو أشكال الحرب النفسية أو الدبلوماسية أو الدعائية، وحتى التدخل العسكري، استخداما أخلاقيا حقيقيا في التفاعلات الدولية وتحقيق مصالح بلدها الوطنية، ولكن عزاءنا أن تاتشر صارت جزءاً لا يتجزأ من تفكير الإنكليز، وكل شخص يحرص على النجاح المتميز في عالمنا المعاصر، خاصة المرأة.. لكونها أكدت قدرات المرأة وتفوقها في القيام بدورها السياسي، وصولا الى المستوى الأعلى وهو رئاسة الوزراء بالدولة.قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن مارغريت تاتشر " هي سيرة غنية ومسيرة مضيئة، لا سيما انها اول امرأة تتولى رئاسة الوزراء البريطانية.. وقد قدّرها العالم الذي خيَّم عليه الحزن لرحيلها.لقد أحبت تاتشر هذا البلد، وخدمته بكل ما تملك، وهو ما جعلها تحتل مكانة تاريخية في تاريخ بريطانيا، وتتمتع باحترام ومكانة خاصة في قلوب البريطانيين".