قديما كان يذهب فلذات الأكباد الى محفظ القرآن فكانت هذه بداية مراحل التعليم ثم من فتح الله عليه بحفظ كتابه العظيم يذهب لحفظ المتون و دراسة الحديث والفقه.تقريبا كانت هذه المراحل تنتهي نيف العشرينات من العمر ، ثم يذهب من أراد لدراسة الطب او الكيمياء او الهندسة او الأدب لهذا أغلب علماء الاسلام كانوا حملة علم شرعي.هؤلاء العلماء الذين يعيش على اختراعاتهم اليوم العصر الحديث فأول من فكر ان الانسان يمكنه الطيران بتقليد هيكل الطيور هو عباس إبن فرناس قبل ان يفكر أحد.وهذا ابن الجزري المهندس الذي اخترع داناميكية عمل الآلات التي تستخدم اليوم لصناعة محرك السيارات، وأيضاً ابن الهيثم الذي اخترع الكاميرا الأولية بطريقة حجرة التصوير الذي تستخدم نفس المبادئ الى اليوم في الكاميرات الحديثة.وذا ابو القاسم الزهراوي طبيب العرب الذي اخترع العديد من الأدوات الجراحية التي تطورت ومازالت تستخدم الى اليوم في العمليات الجراحية. اليوم أهلا بك في عالمنا المعاصر والتربية الحديثة المتطورة فلا حفظوا القرآن و لا تفقهوا في الدين ولا كان عندهم مدرسين مثل شيوخ العلم ليكونوا قدوة لهم و لا إخترعوا لنا شيئاً. إن غياب القدوة في الطاقم الدراسي الذي كان يؤثر قديما في التلميذ من شخصية المعلم او الشيخ ووقاره واستقامته، هذا الفراغ وغياب القيم جعل من غيرهم نجوما يبحث عنهم هذا التلميذ الضائع ليقتدي بهم فلا سلوك أصاب ولا فائدة أضاف ثم يستهجن المجتمع تفشي عقوق الوالدين و حالات القتل. هذا ما يسمى بالتربية والتعليم اليوم اصبح مفقودا الى حد ما في العالم وخاصة الاسلامي، رغم رصد الميزانيات الكبيرة وتطور طرق التعليم لم تظهر النتيجة بل اصبح فقد التربية في المجتمعات هي النتيجة رغم كل هذه الجهود. أدعياء التربية الحديثة في الغرب خاصة هل يخبرونا لماذا لا يبر والديه و لما الغاية تبرر الوسيلة كأنهم في غابة ولماذا يعيشون هذا المستوى من الانحلال الأخلاقي. يظهر نحن ضيعنا عبر السنين الكثير من الكنوز التي كانت عندنا ونحن لاندري وهذا سبب تأخرنا اليوم، وخاصة كنز التربية والسلوك الذي كان يخرج لنا أجيالا أدهشت العالم بقيمها وأخلاقها وزهدها و دينها و ورعها و علمها، صدق حكيم العرب أبو الأسود الدؤلي عندما قال وكأنه يرى حالنا اليوم : يا أيها الرجل المعلم غيره .. هلا لنفسك كان ذا التعليم تصف الدواء لذي السقام وذي الضنى .. كيما يصح به و أنت سقيم وأراك تصلح بالرشاد عقولنا نصحا .. و أنت من الرشاد عديم لا تنه عن خلق و تأتي مثله .. عار عليك إذا فعلت عظيم