يتردد أن الغرب بنوا حضارتهم على العلوم التي أسسها واكتشفها العلماء العرب، لكننا ندعي أن الغرب أنكروا هذه الحقيقة وتجاهلوها معتبرين أنفسهم هم بداية الحضارة والتقدم، إننا عندما نتكلم عن إنكارهم وتجاهلهم للعلماء العرب نبرر فشلنا الذريع بخدمة علمائنا ونشر علومهم بالشكل الصحيح أو على الأقل تخليد أسمائهم في ذاكرة الأجيال، لن أذهب بعيدا، ففي مناهجنا الدراسية كالفيزياء والكيمياء والأحياء نحفظ أسماء علماء الغرب ولا يوجد أي تنويه عن العلماء العرب في أي مجال، على سبيل المثال عند دراستك مادة الفيزياء فستجد أنه يشرح قوانين العالم سنل في مجال انعكاس الضوء مع تجاهل تام لمن اعتمد سنل نفسه عليه وأخذ منه، وهو العالم العربي الحسن بن الهيثم الذي درس الضوء عن طريق القمرة وبفضله تم اختراع آلة التصوير، وقد سمى الغرب آلة التصوير عرفانا بنفس الاسم الذي وضعه ابن الهيثم وهو كاميرا أي قمرة. الدهشة والاستغراب أنه لم يتم ذكر العالم ابن الهيثم في أي صفحة من صفحات منهجنا الذي يتعلمه تلاميذ هم بأمس الحاجة للقدوة والفخر. عوضا عن ذلك نحن نحترف إنتاج المسلسلات الهابطة في مستواها الفني والأخلاقي وصنع ضجة إعلامية عن مبارة لفريقين قبل موعدها بشهر! وإغراق أدمغتنا بأسماء ثلة من الناس صدقوا أنهم فنانون أو رياضيون، رغم ذلك فإن الغرب يشيد بإنجازات العلماء العرب ويعلمون التلاميذ الصغار حتى هذا اليوم أن الفضل الأول في قيام حضارتهم هو للعلماء المسلمين كالزهراوي وعباس بن فرناس وجابر بن حيان وابن سينا وابن رشد، بل أنتجوا أفلاما يمتدحون فيها علماءنا ويشرحون أن الحقبة الزمنية التي عاش فيها العلماء المسلمون ليست كما أطلق عليها بعض من مؤرخيهم المتعصبين بأنها العصور المظلمة بل إنها كانت عصورا ذهبية وهي بداية حضارتهم القائمة على العلوم والمعرفة.