اتجه يمين أمامك أعمال طرق, فتتجه يمينا, ثم تواصل السير فتجد لوحة إرشادية مكتوبا عليها «الطريق إلزامي يسار» توجد هنا أعمال صيانة.و بعد أن تقود سيارتك قليلا , فقد يحالفك الحظ فتجد لوحة إرشادية أخرى , تقول لك « انتبه أمامك تحويلة « . حتى إذا اعتقدت انك وصلت وجهتك جاءتك المفاجأة الكبرى وهي « نأسف للإزعاج, الطريق إمامك مسدود, مسدود, أيها السائق» . نصيحتي لك ألا تفعل شيئا , وألا تتضايق ولا تنزعج , فصحتك أهم من كل طرق العالم ؟, وتحلا بالصبر!. وأهلا بك في منطقة الحفريات والتحويلات والمطبات السياحية. إن المطبّات و الحُفر والتحويلات في الطرق السريعة أو الطرق الداخلية مما اعتادنا على روايتها صباحا ومساء, أضف إلى ذلك المفاجآت الأخرى بإغلاق بعض الطرق , كأنهم يعدون لك « المفاجأة السارة» !. وأصبحت هذه الإشكاليات من ضمن الواقع ولابد من التعامل معها على أنها من المُسلّمات. ولقد أصبحت للأسف مستساغة لدى المقاول والجهة المسئولة !. ولكننا نستغرب عندما نزور بعض الدول المجاورة , فنجد أن لديهم مشاريع ضخمة وعملاقة لتطوير الطرق, وتجد أن التحويلات تبدو سلسلة وأكثر تنظيما وخالية من الحفر والمطبات . وهنا يصاب السائق بالذهول! , لأنه كان يعتقد أن المطبّات والحفر هي جزء من المشروع . فقد أصبحت عندنا كأنها عادة أو تقليد متبع من قبل مقاولين الطرق , والذين يفترض أنهم على قدر من المسؤولية والاحتراف. نحن لا نريد أن نلقي اللوم فقط على المقاولين المنفذين للمشاريع ولا نريد أن نحملهم كامل المسؤولية , ولكن المسؤولية الأكثر تقع على الجهة المشرفة على المشروع , وبخاصة المهندسين المسئولين عن الإشراف . أيعقل أن يفطن المواطن والسائق لكل هذه الأخطاء, ولا يستطيع أن يميزها هؤلاء المشرفون ؟. ولماذا ننتظر حتى تقع بعض الحوادث أو الاختناقات المرورية الشديدة وغير المبررة ثم نحاول أن نتدارك الموقف ؟. فنحن مع الأسف ماهرون في قضية الترقيع!. إن المشكلة تكمن في العقول وليست في الطرق ! , فهناك حفريات ومطبات في العقول لابد من إعادة أصلاحها أولا ! . ولابد أن تكون هناك اشتراطات صارمة على المقاولين, وأن تكون موافقة لشروط السلامة والمعايير والمقاييس للطرق الدولية. إن هذه المشاريع لن تنجز بكفاءة إذا كان المشرفون و المهندسون يعتقدون أنهم سيشرفون عليها من مكاتبهم ! أو عن طريق الهاتف الجوال ! . لابد من الإشراف المباشر من قبل الجهات المختصة وبشكل دوري, وربما يومي. نحن نعلم أنه لابد من التحويلات لاستكمال بعض الطرق الرئيسية , ولكن هذا ليس مسوغا لتساهل في ذلك بحجة أنها مؤقتة . إن سلامة السائق و الراكب والمركبة أهم من تلك الحُجج الواهية. أصلحوا المطبّات التي في العقول وسوف تُصلح الطُرق تلقائيا ! [email protected]