عندما يقدر لك أن تشاهد ذلك التجمع العربي في تلك القاعة "الكبيرة" المنسقة في كل شيء، وترى ذلك الاهتمام، وتلك العناية تشعر بأن قضايانا العربية قد حلت أو هي في طريقها إلى الحل الحتمي. أما القضية الكبرى – فلسطين – فهذه بلاشك أو تخمين في أولوية الاهتمام، وتظل تراقب ذلك الاجتماع، وتتابع ما يصدر عنه أو منه فتصاب بالحيرة والألم لكونك لا تجد أثراً لكل تلك الاجتماعات، كأن "فلسطين" هي قضية أهلها من الفلسطينيين لا قضية كل العرب وكل المسلمين، وبيد أننا "استمرأنا" القضية مع مرور الأيام والسنين فلم نتألم لما يجري في تلك الأرض المباركة. بالأمس وأنا أشاهد تلك الصور والمشاهد، واليهود يدخلون إلى باحة المسجد الأقصى في حماية صفوف من جنود الاحتلال، وهم يرقصون في تلك الساحة.. وسط جموع من أهل الأرض الفلسطينيين دون خوف أو حتى وجل، بل تم إلقاء القبض على أكثر من عشرة من الفلسطينيين، ومنعوا حتى كبار السن من دخول المسجد الأقصى. إن عمليات السلام التي وقعت مع بعض الدول العربية من أول أضرارها على القضية الفلسطينية هي تحويل شعورنا الداخلي برفض العيش مع هؤلاء "اليهود" هو إمكانية العيش معهم كسرت ذلك الجدار النفسي واعتبارهم محقين في تواجدهم في هذه الأرض.. وإنهم أناس كبقية الناس. ناسين ذلك التكوين النفسي في داخل هؤلاء المحتلين تجاه العرب والمسلمين. إن القضية الفلسطينية غدت أمراً هامشياً في اهتمامنا كعرب ومسلمين مع شديد الاعتذار لفلسطين وأهلها المرابطين.