عاشت السعودية وعشنا نحن معها طوال الأسبوع الماضي لحظات عصيبة بسبب تعرض بعض مناطقها ومدنها على غير العادة لكميات كبيرة من الأمطار بسبب مرور ما أطلق عليه علماء الأرصاد " ظاهرة البيضاء " وهي ظاهرة تنبؤ بتغير مناخي مستقبلي تتعرض له هذه المنطقة, ليس أمراً مستنكراً أن يتسبب هطول المطر في كل عام بمشاكل كبيرة لنا كسعوديين ! هو شيء يعود بالمقام الأول لعجز وفشل مشاريع البنية التحتية الأساسية في مواجهة قطرة واحدة من المطر بعد أن استولى المسؤول الفاسد على تلك المشاريع ووضع يده على حاضرنا ومستقبل أولادنا, لكن الجديد هذه المرة هو أن مدن كحائل والزلفي أصبحت تقف على ذات الخط الذي تتسيده مدينة جدة وكانت تلك المدن أمام كارثة إنسانية يذهب ضحيتها المئات من الأبرياء لولا لطف الله ورحمته وهو ما شاهدناه على الشاشة الصغيرة ومن خلال الصور ومقاطع الفيديو التي وثقت لحظات مرعبة عاشها السكان هناك, لم يكن فساد البنية التحتية في السعودية حكراً على مدينة جدة وإلا لكان الأمر أخف ضرراً ولكانت هناك أكثر من طريقة بيد المسؤول الشريف بإمكانها أن تسٌرع في القضاء عليه و إعادة إصلاح الوضع من جديد لكننا ومع كل زيارة للمطر يمر فيها على محافظة أو منطقة سعودية يظهر لنا فساد مختلف وليس بالهيُن مما يوسع من دائرة حربنا على الفساد ومكافحته بشراسة لكنه يطيل من أمد هذه الحرب مما ينعكس بالسلب على حاضرنا والذي على ما يبدو نحتاج لدفعه ثمناً لمستقبل أولادنا و أحفادنا, يجب علينا أن نستعد لكل مواجهة مناخية بأقصى ما نملك من قدرات ووعي وإلا سوف نكون على موعد مع آلاف الضحايا والخسائر المادية الكبيرة التي لا حصر لها, علينا أن نعيد تشكيل مفهوم مكافحة الفساد وأن نقوم بتطبيقه بعدة أشكال وبكثافة منقطعة النظير حتى نعيش بمأمن عن كل خطر يهدد حياتنا. Twitter : aalbaly