اجتاح تسونامي هائل اليابان في 11 آذار (مارس) 2011، وترافق ذلك مع بروز تهديد بالتلوث نووياً، إضافة الى زوال منشآت بتروكيماوية وصناعية متنوّعة في الجزء الشمالي من «بلاد الشمس الساطعة». في مواجهة هذه الكوارث، طلبت اليابان مساعدة من دول كثيرة، لكنها اعتمدت أساساً على مصادرها الذاتية وحركتها. وهي بلد متقدّم في المعلوماتية والاتصالات المتطورة والأجهزة الإلكترونية، إضافة الى تقدّمه علمياً وثقافياً. الأرجح أن البلد الذي صمد قبل بضعة عقود لضربات القنابل الذرية، يستطيع ان يقاوم مثل تلك الكوارث، ولكن ماذا لو أن ضربات مُشابهة حلت به قبل ألفي سنة، أو عشرة آلاف سنة، كيف يكون مشهد الخراب حينها؟ من المعروف ان عاصمة مثل لشبونة زالت من الوجود بأثر من تسونامي اجتاحها قبل بضعة آلاف من السنين، وأزالت ثورات البراكين في إيطاليا واليونان الكثير من المدن التي يعثر المنقبون على بقاياها باستمرار، ويعرف أهالي سان فرانسيسكو ان مدينتهم زالت قبل قرن بأثر من زلزال كبير، ويعيش كثيرون من أهلها في رعب دائم من احتمال تكرر ذلك السيناريو المُرعب. وفي سياق مُشابه، يَشِيع بين العلماء اعتقادٌ بأن ارتطام نيزك بالأرض في السابق ولَّد انفجاراً هائلاً يساوي مجموعة كبيرة من القنابل الهيدروجينية، فارتفعت سحابة غبار هائلة حجبت ضوء الشمس عن الأرض، ما أطلق عصراً جليدياً لفّ الكرة الأرضية بطريقة مفاجئة، فلم تتمكن الديناصورات من التأقلم مع الانقلاب المناخي السريع قبل 65 مليون سنة، فانقرضت. وثمة من يربط بين تاريخ العواصف والأمطار التي ترافق ظاهرة ال «نينيو» مناخياً، وبين زوال الحضارة الأشورية في بلاد ما بين النهرين. ولا يغيب عن الذهن ما وصفته ملحمة غلغامش من طوفان أطاح بحضارة أقدم من زمن مدينة «أور» البابلية. ووصفت كتابات من الحضارة الآكادية في بلاد ما بين النهرين، ظاهرة تشبه هطول النيازك، ووصفت ما أحدثته من دمار بأنه لعنة آكاد. وقبل بضع سنوات، اكتشف شاراد ماستر، عالم الجيولوجيا في جامعة «وِتواترسراند» في جنوب أفريقيا، منخفضاً دائرياً واسعاً في العراق قطره ثلاثة كيلومترات تقريباً، يُعتقد أنه ناجم من اصطدام جسم فضائي بالأرض. ويُقدّر أن طاقة هذا الاصطدام تفوق عشرات القنابل النووية، ما دفع البعض الى محاولة ربط هذه الكارثة الطبيعية بزوال إحدى الحضارات القديمة في بلاد ما بين النهرين. ولأن الأرض مغطّاة بالمياه بنسبة الثلثين، يشير كثير من العلماء الى وجود حفرتين في المياه مقابل كل حفرة يسببها اصطدام نيزك باليابسة. والجدير ذكره أن سقوط نيزك كبير في البحر يمكن أن يكون أسوأ من سقوطه على اليابسة، إذ إن الطوفان المائي الناتج (تسونامي) قد يؤدّي الى نتائج كارثية على الحياة والحضارات.