على مدار سنوات النضال الفلسطيني هناك تلاحم وتوحد بين أبناء الشعب الواحد هذا التلاحم والتلاصق هو سر صمود شعبنا أمام مخططات الاحتلال والتحدي المتواصل المستمد من وحدتنا الوطنية التي جمعتنا في خيمة فلسطين . تقاسم الشعب الفلسطيني الموت والجرح والاعتقال من قبل الاحتلال عاش ابناء الشعب الواحد ظروف قاسية جدا لم يفرق العدو بين فتحاوي او حمساوي او رفيق . كنا نلملم جراحنا وتكون وحدة الصف هي البلسم لجراحنا وآهاتنا .... كتبنا اسم فلسطين بدماء شهدائنا رسمنا حدود الوطن بأشلاء الاستشهاديين التي ثناترت في بقاع الوطن كان الجميع يتسابق في العمل ضد الاحتلال من خلال المقاومة التي شكلت ملحمة ثورية حقيقية امتزج فيها الدم الفلسطيني الطاهر في اروع العمليات البطولية التي أرعبت الاحتلال وأوجعته ... لم يكن إي خلاف أو انقسام لأنه لا اختلاف في مشروع المقاومة والشهادة والعمل العسكري ... توحدت المقاومة في جنين ونابلس ورام الله وغزة . في ظل الانقسام والصراع على المناصب والمكاسب الفئوية تغيرت الأوضاع وأصبحت حالة الانقسام هي السائدة وتجزاً الشعب وضعف نسيجه بوجود الصراع بين أطراف الانقسام وبات المواطن الفلسطيني يعيش مرارة الانقسام بين غزة ورام الله والوطن يعيش أسوأ الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية واستمرت التجاذبات السياسية والمناكفات بين أطراف الانقسام وشعبنا يدفع الفاتورة والمقاومة تدفع الفاتورة واسرانا في السجون الصهيونية كذلك وتجربة العيساوي دلت بشكل قوي ان حجم التفاعل مع إضرابه عن الطعام ونضاله المستمر ضد الجلاد الصهيوني كان جماهيرياً وشعبياً فقط ولم ترتقي مواقف الفصائل الرئيسية لمستوى الحدث . ملف المصالحة يتراوح مكانه في ظل تهرب أطراف الانقسام من استحقاقات المصالحة واعطاء مبررات لا محل لها من الاعراب لاستمرار الانقسام وعدم الاستجابة لصوت الشعب الذي يتلهف للمصالحة ونقولها للرئيس أبو مازن إن نقل ملف المصالحة من مصر إلى تركيا لن يحرك عجلة المصالحة ... في عدم جدية اطراف المصالحة في انجاز ملف المصالحة وفي حال انعدام الثقة وضعف الإرادة للمصالحة لدى الأطراف سيبقى الانقسام سيد الموقف ولن تنفع تركيا ولا غير تركيا في حسم موضوع المصالحة ... المطلوب هو تغليب مصلحة الوطن والمواطن على المصلحة الخاصة والحزبية والاستجابة لإرادة الشعب والابتعاد عن الأجندة الخارجية التي تعيق أي تقدم في ملف المصالحة .