تُعرف الشخصية الاتكالية بأنها حالة طلب الفرد مساعدة الآخرين، وتعبر عن ضعف الثقة بالنفس وعدم القدرة على مواجهة الناس أو عدم الرغبة في القيام بالعمل نفسه! وتعرف الاتكالية في معجم علم النفس: الحالة التي يتوقع فيها الفرد المساعدة من الآخرين أو يبحث عمن يقدم له الدعم العاطفي والمادي وكذلك الحماية والرعاية اليومية. والشخص الاتكالي يعتمد على الآخرين بالتوجيه وفي اتخاذ القرار وفي الإعالة. ومن أهم أعراض الشخصية الاتكالية عدم القدرة على اتخاذ القرارات المناسبة، الموافقة على آراء وأفكار الآخرين حتى في حالة قناعته بأنهم على خطأ، غير قادر على المبادرة، يقبل تنفيذ طلبات الآخرين وإن كانت مزعجة لإرضاء الآخرين، لا يتحمل الوحدة، دائم الشعور بالقلق، تكون ردود أفعاله عنيفة. لنتأمل أنفسنا ومن حولنا وسنكتشف شخصيات اتكالية كثيرة بعضها في البيت والآخر من أصدقائنا وزملائنا في العمل، والسبب الرئيسي لاتكالية هؤلاء هي التربية فكثير من العائلات تربي أبناءها على الاتكالية دون قصد ربما، فالخوف المبالغ فيه عليهم والدلع يخلق شخصيات مهزوزة غير قادرة على اتخاذ القرار فنجد الأبناء يكبرون وهم غير قادرين على تحديد تخصصاتهم الدراسية ولا حتى اختيار الوظيفة المناسبة بل إنهم يعجزون حتى عن السؤال عن أي أمر يجهلونه ويصعب عليهم اجراء معاملاتهم الشخصية فيبحثون عمن يخلصها لهم. وتظهر علامات الاتكالية على الجيل الحالي الذي يصعب عليه اتخاذ قراراته حتى في دراسة التخصص العلمي ويواجه صعوبة في تحديد أهدافه ونجده اتكالياً في كل أمور حياته فيأتي له الطعام إلى مكانه وهو منشغل بالوسائل التكنولوجية ويقوم الأهل بكل المعاملات الخاصة به حتى وإن كان طالباً جامعياً، ويحاول التهرب من المسؤوليات وهو موظف ويؤجل اعمال العملاء لاتكاليته ويبحث عمن يقوم بالعمل عنه، والبعض منهم غير قادر على المواجهة او عرض مقترحات أو أفكار لمحدودية تفكيرة وقد يتمنى لو حصل على من يفكر عنه!! الاتكالية مشكلة يجب التصدي لها لأنها تخلق مجتمعاً اتكالياً غير قادر على القيادة والبلد في أمس الحاجة إلى جيل نشط ومجتهد ويعمل بجد وإخلاص وحافز يواكب التنمية التي نعيشها، والبيت او الاسرة المكان الأول الذي يجب أن يحارب الاتكالية وعلى الأهل تعليم أبنائهم كيفية الاعتماد على أنفسهم في أبسط الأمور حتى يصلوا لمرحلة يكونون فعلا قادرين على اتخاذ قراراتهم ويقودون المجتمع بالشكل الصحيح.