منذ أن وُجِدَتِ الطبيعة, وُجِد معها الإنسان , ومنذ وجود البشرية , كان هناك مايسمى بالأحلام.يلجأ المرء, الى الأحلام فيبدأ بخلق حلم معين في عقله أو خياله كي يكون له دافعاً وهدفاً في الحياة يشجعه على السعي والمثابرة لتحقيق ذلك الحلم.جميع خلق الله تعالى يحققون أحلامهم ليس جميعها بل نستطيع القول أنها نسبة معقولة حيث أن اغلبها تكون عبارة عن أحلام ليست مستحيلة و يمكن تحقيقها كأمتلاك سيارة فارهة مثلاً, او مسكن فخم او اقتناء البسة وعطور ذات ماركات عالمية.لنأتي الى احلام شبابنا في عراقنا الحبيب حيث أنها تكاد تكون أحلامهم كأحلام شيوخنا, وهذا هو الموت البطيء,فالأنسان المسن بمرور السنين يبدأ بالميل الى الهدوء والراحة ,وشيئاً فشيئاً تصغر أحلامه وتتحدد طموحاته, وتكون أغلى احلامه وامانيه هي ان يمنَّ الله عليه بالصحة والسلامة له ولعائلته, وتلك الأماني رغم بساطتها وسهولتها ورغم كنا نضحك من أبائنا وأمهاتنا رحمهم الله وموتاكم حينما كنا نسمعها منهم, لكنه وبكل ألم نراها الآن وبعد كل تلك السنين الطوال ,قد امست حلماً صعب المنال..حلم شبابنا الآن أن يعيش بمأمن مما يخطط له في دهاليز الظلم والطغيان. أرعبني ماأطلعت عليه في الصحف اليومية وعلى مواقع شبكة الانترنيت الاخبارية , ولكني لم أكن لأتفاجأ مما صرح به مسؤؤلون دوليون بخشيتهم من وقوع حرب أهلية في بلادنا الحبيبة,فهم هكذا يخططون من وقت بعيد وحين تنضج خططهم ويبدأون بتنفيذها فان أول خطواتهم هي الحرب الإعلامية الكاذبة والمُخادعة, كي ينشروا الرعب في بعض النفوس التي انهكتها الأوضاع المتعبة. أملنا قويًّ بشباب العراق الغيارى ودورهم في إخماد كل لسان يحاول بث الطائفية ونشرها بين ابناء العراق الواحد, كلٍّ من موقعه , ولنستغل استخدام اجهزة الاتصالات من موبايلات وصفحات الفيس بوك لتوعية اكبر عدد ممكن من أهلنا الذين ذاقوا الويل من سنوات الطائفية والتي أثبتت السنين ان الخاسر الوحيد هو الشعب المغلوب على أمره , اما الاخرون والذي يجيشون الجيوش فهم ربحوا في وقتها وجنوا المال الحرام , ولكن الزمن سوف لن يرحمهم , والتأريخ خير شاهد على ذلك.بمقدورنا أن نغير أحلامنا لتصبح اقوى وأعمق وأعمَّ من أمن وأمان, فتلك احلام خانعة, بل يستطيع أي أنسان خامل ان يحققها بمجرد كنوصه في بيته فهو سيبتعد ليس مئة في المئة بل بنسبة كبيرة عن أخطار قد تحدق به لو كان خارج بيته, هذا مثال بسيط تطرقت اليه.هل ترضون يامعشر الشباب ان تظلوا متقاعسين, تنتظرون الطائفية تعم لتحصد أرواحاً بريئة ؟.